ميليشيا الحوثي.. انتهاكات تستهدف نسف جهود السلام

أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم توفّر ميليشيا الحوثي من جهد إلّا وبذلته من أجل إفشال كل الجهود الدولية لتحقيق السلام في اليمن، وقابلت كل التنازلات التي قدمتها الشرعية بالمزيد من التصعيد، وتعاملت مع المرونة بالمزيد من التلاعب والتنصل من الالتزامات، إلى الدرجة التي اضطرت الشرعية لتعليق عمل ممثليها في لجنة تنسيق إعادة الانتشار في مدينة وموانئ الحديدة.

سعت الميليشيا ومنذ اليوم التالي لاتفاق استوكهولم، إلى الالتفاف عليه والتنصّل من بنوده، وطوال عام كامل نفذت مسرحية استبدال عناصرها في الموانئ بآخرين يرتدون اللباس الرسمي لقوات خفر السواحل، وتعمدت استحداث خنادق وسط الأحياء وزراعة الألغام في مداخل الأحياء الواقعة تحت سيطرتها، بل وصل الأمر إلى رفض حضور ممثليها اجتماعاً للجنة تنسيق إعادة الانتشار التي ترأسها الأمم المتحدة في الأحياء الواقعة تحت سيطرة الشرعية، ما اضطر المنظمة الدولية لنقل إقامتها واجتماعاتها إلى متن سفينة.

واستمرت الميليشيا في استهداف مواقع القوات المشتركة بشكل يومي، ما جعل الأمم المتحدة تستحدث خمس نقاط للرقابة على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بعدما جمّدت بقية البنود بسبب مراوغة وتعنت الميليشيا التي ترفض أي جهد لإحلال السلام، وتتنصل من كل الاتفاقات التي أبرمتها.

تصعيد حوثي

وفيما كان المبعوث الدولي مارتن غريفيث وبدعم كامل من المجتمع الدولي، يسعى لترتيب جولة جديدة من محادثات السلام تخصّص للحل الشامل أملاً في تجاوز العقبات التي وضعتها الميليشيا، ذهب الحوثيون نحو التصعيد في مديرية نهم شرق صنعاء ومحافظة الجوف، وعندما تحرّك المجتمع الدولي لاحتواء التصعيد ردت الميليشيا بتصعيد أشد في الحديدة، مستهدفة مواقع القوات المشتركة والتجمعات السكنية بقذائف المدفعية والأسلحة القناصة، إلى حد الهجوم على فرق الرقابة التابعة للأمم المتحدة في خطوط التماس وسط الحديدة.

تعليق عمل

وجاء رد الشرعية على الخرق الحوثي الفاضح، بالإعلان عن تعليق عمل الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار لدعم اتفاق الحديدة، وتحميل الميليشيا كامل المسؤولية. وزارة الخارجية، ذكرت أنّ تعليق عمل الفريق الحكومي، يأتي نتيجة لاستمرار التصعيد من قبل الميليشيا وسوء استغلالها لاتفاق الحديدة والهدنة الناتجة عنه للحشد والتصعيد لحربهم العبثية، وتعنتها في تنفيذ متطلبات اتفاق الحديدة، وتقييد حركة بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة بشكل غير مقبول، وتقويض عمل رئيس وأعضاء لجنة تنسيق إعادة الانتشار وعمل نقاط الرقابة الثلاثية.

وتحدّث البيان عن استمرار الميليشيا في الانتهاكات والخروقات بمحافظة الحديدة وآخرها استهداف أحد ضباط الرقابة التابعين للحكومة، العقيد محمد الصليحي، أثناء أدائه لعمله في إحدى نقاط الرقابة في الحديدة.

Email