قصة خبرية

إياد.. أسير يعانق الموت والحياة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسع سنوات وهو يعد الأيام والساعات التي تقرّبه من الأمل، يرسم في خيالاته تفاصيل كثيرة سيعيشها ساعة تنسّمه الحرية، لم يكن يعلم أن عتمة الزنازين ستقضي على كل أحلامه الجميلة وستمحو كل آماله، بعد أن كشّر ورم خبيث عن أنيابه وهاجم دماغه، ولم يبق سوى ثلاثة أشهر على موعد الإفراج عنه.

فبعد أن لازمه صداع شديد بات يحرمه النوم، واشتد عليه الألم إلى حد لا يحتمل، طالب الأسير إياد الجرجاوي من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة إدارة مصلحة السجون بإجراء الفحوصات اللازمة له، وكانت النتيجة إصابته بورم في الدماغ، وبات إياد يعانق الحياة المنتظرة بحريته تارة، والموت تارة أخرى.

لم يكن وقع خبر إصابة إياد بمرض السرطان سهلاً على عائلته، لا سيما والدته التي حُرمت منه 9 سنوات متتالية، والتي كانت تتلهف ليوم حريته، لتعانقه وتقبله وترويه حباً وحناناً يعوضانه حرمان تسع سنوات.

وبصوت أنهكه الحزن على ولدها الذي يصارع الألم وحيداً تقول صباح والدة إياد التي لا تملك سوى طرق أبواب السماء والدعاء لابنها لـ«البيان»:

«اعتقل ابني قبل أن ينهي رحلة علاجه وشظايا الرصاص ما زالت في بطنه، لم يتلقَّ العلاج اللازم، كنت أنتظر فرحة الإفراج عنه على نار، فلا فرحة أجمل من فرحة نيل الحرية وكسر قيود السجان، إلا أن السجان كسر فرحتي وفرحة ابني الذي تجرّع كل أصناف التعذيب والحرمان».

تعرض إياد (34 عاماً) قبل اعتقاله لإصابتين، واحدة في فخذه الأيمن عام 2000، وأخرى في بطنه عام 2004، واعتقل بتاريخ 13 يونيو من عام 2011 أثناء عودته من رحلة علاج في مستشفى المقاصد، عبر معبر بيت حانون، ووجّهت له 22 تهمة تتعلق بمقاومة الاحتلال، وحكم عليه بالسجن 9 سنوات.

Email