قصة خبرية

الحاجة نزهة صمود في مواجهة الاستيطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع تفاقم الألم والمعاناة اليومية، تظهر بطولات الصمود والتحدي والثبات على الأرض، وقد ضربت المرأة الفلسطينية أروع الأمثلة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، من خلال التصدي للاستيطان وجرافات الاحتلال، جنباً إلى جنب مع الرجل، في ظل صعوبة الأوضاع المعيشية في الريف الفلسطيني مع تصاعد وتيرة اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه المتمثلة بهدم المنازل والحظائر وتقطيع الأشجار وتجريف الحقول والأراضي الزراعية.

وتجسد السبعينية نزهة مخامرة «أم شحادة» حكاية صمود فلسطيني منقطع النظير في مسافر يطا جنوب الخليل في الضفة المحتلة وتحديداً في تجمع «مغاير العبيد»، فالحياة هناك مجبولة بالدم والعرق والتحدي، وأشبه ما تكون بالحياة البدائية، فلا كهرباء ولا ماء، ولا اتصالات أو مواصلات.

تعيش أم شحادة في بيت بدائي مبني من الطين مسقوف بصفائح معدنية مثبتة بالحجارة، رفضت مغادرة المكان والعيش مع أبنائها في المدينة، لاسيما بعد وفاة زوجها، وظلت تحرس الأرض والمكان برفقة زياد اصغر أبنائها، متسلحة بالمثل القائل لا يضيع حق وراءه مطالب.

هنا سأموت!

بصمود وإصرار لا يهزه أزيز الرصاص ولا هدير الجرافات، ولا الشظايا التي لا تزال تسكن جسدها منذ 20 عاماً، بعد أن اخترقته رصاصة متفجرة أثناء تصديها لإحدى عمليات الهدم التي استهدفت بيتها وبيوت المنطقة.

وتؤكد الحاجة نزهة، أنها ستظل صامدة في موقعها رغم هدم الاحتلال لبيتها ولحظيرة الغنم عشرات المرات كان آخرها في نوفمبر الماضي، عدا عن جريمة قتل أغنامها التي تعتاش من حليبها ولبنها من خلال تسميم مياه البئر، ورش العشب بالسم، وتقول بلهجة بدوية «والله يما لو بنموت كلنا ما خليناهم يوخذوا الأرض منا».

و إن هدموا البيت سأعيش بالمغار والكهوف، ولن أرحل، فهنا ولدت وهنا سأموت وسأحفر قبري بيدي، تقول الحاجة نزهة لـ «البيان».

تهجير واقتلاع

تضم مسافر يطا 18 تجمعاً سكانياً مقاماً على أراض ممتدة على مساحة نحو 60 ألف دونم، وتعمل قوات الاحتلال على اقتلاع سكانها وتهجيرهم كونها قريبة من أماكن تدريب عسكري لجيش الاحتلال ومحاطة بالمستوطنات من كل الاتجاهات.

وأوضح فؤاد العمور منسق لجنة الحماية والصمود لـ«البيان»، أن تجمع مغاير العبيد يضم خمس عائلات ومحاط بمستوطنتي «خافات ماعون» و«ماعون». وأكد أن قوات الاحتلال لم تكتف بإقامة المستوطنات، بل دمرت المزروعات وسممت المواشي وهدمت البيوت والخيم والمغر، ودمرت الخلايا الشمسية وشبكات المياه، وحاولت نزع سيطرة الأهالي عن أراضيهم.

Email