تقارير «البيان»:

الخلافات الروسية الإيرانية في سوريا تتعمق

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتسع دائرة الخلافات الروسية الإيرانية في سوريا، بعد أن توسعت السيطرة الروسية في سوريا، بينما ترزح إيران تحت الضربات الأمريكية في كل المناطق التي تسيطر عليها في سوريا، حتى باتت عبئاً على الدولة السورية.

وتشير المعطيات على الأرض إلى وجود تناقض بين الطرفين الإيراني والروسي، فيما يتعلق بمصير سوريا والحل السياسي خصوصاً الذي تدفع به روسيا بينما تحاول إيران عرقلته بشتى الطرق، فضلاً عن التضارب في الأجندة العسكرية على الأرض.

ويرى مراقبون، أن تناقض المصالح الإيرانية الروسية يظهر بين الفينة والأخرى بعد كل اتفاق حول الوضع السوري، فيما يرى آخرون أن الضربات ضد المواقع الإيرانية في سوريا بدأت تكشف الخلافات على العلن، إذ تطالب طهران موسكو بالدفاع عنها ضد هذه الضربات، بينما لا ترى موسكو أنها مجبرة للدفاع عن المصالح الإيرانية العسكرية في سوريا.

خلافات واضحة

وفي هذا الإطار، علمت «البيان» من مصادر مطلعة، أن هناك خلافات بين القوات الروسية والإيرانية بخصوص قيادة المعارك في إدلب بسبب الخسارات الكبرى التي تتعرض لها القوات الإيرانية وميليشيا حزب الله على جبهات إدلب قبل الاتفاق الروسي التركي في موسكو في الخامس من الشهر الجاري.

وأشار المصدر، إلى أن القوات الإيرانية تستعد للانسحاب مع محيط العمليات العسكرية في ريفي إدلب وحلب والتوجه إلى دير الزور، مشيراً إلى أن القيادة الروسية للعمليات العسكرية في مناطق الشمال حيدت الميليشيات الإيرانية وأثارت تحفظات إيران على الممارسات الروسية.

وتوقع المصدر، أن يكون هناك احتكاك روسي إيراني في الفترة المقبلة بعد اتفاق التهدئة الأخير مع أنقرة، مبيناً أن إيران تسعى لتخريب هذا الاتفاق الذي وافقت عليه موسكو والحكومة السورية، من أجل استمرار الصراع وعدم الاستقرار في الشمال السوري.

الخلافات السياسية ظهرت في اللجنة الدستورية التي دعمتها روسيا من أجل حل سياسي قريب من الأطراف السورية.

تخريب إيراني

ويرى الكاتب أحمد زكريا، أن لحظة الفراق الإيرانية الروسية ليست بعيدة على الساحة السورية، خصوصاً وأن الأزمة السورية تتجه إلى الحل السياسي، بعد أن باتت المسألة العسكرية في طريق التفاهمات الدولية، لافتاً إلى أن إيران لا يمكن أن تبقى في بيئة آمنة.

وأضاف يمكن أن تحاول إيران التخريب في سوريا سياسياً وعسكرياً، من خلال الميليشيات التابعة لها، وفي هذه الحالة ستكون هنا لحظة الاصطدام الروسي الإيراني، خصوصاً في حال بدأت روسيا بدعم الانفتاح العربي على دمشق.

Email