تركيا تغرق في ليبيا وتورط نفسها بالمرتزقة

ت + ت - الحجم الطبيعي



تواجه تركيا خسائر فادحة متتالية في ليبيا، ما يؤكد أنها ورطت نفسها بدخولها معركة خاسرة في طرابلس، حيث ارتفع عدد القتلى من بين المرتزقة المستقدمين بتخطيط وتنفيذ تركيين من شمال سوريا إلى طرابلس، فيما قالت المصادر إن أغلب ميليشيات طرابلس باتت تشعر بالحرج من وجود المرتزقة داخل العاصمة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد القتلى في صفوفهم وصل إلى 117 قتيلاً، منذ وصول أول دفعة منهم في ديسمبر الماضي، بينما نجح 150 آخرون في التسلل إلى أوروبا عبر الساحل الغربي الليبي.

وبحسب المعلومات التي انفرد بها المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد ارتفعت أعداد المجندين الذين وصلوا إلى طرابلس حتى الآن إلى نحو 4750 مرتزقاً.

ويتزامن الارتفاع الأخير بعدد المرتزقة الموالين لأنقرة في ليبيا، مع ازدياد عدد المجندين الذين وصلوا إلى المعسكرات التركية لتلقي التدريب إذ بلغ نحو 1900 مجند، بحسب المرصد السوري، فيما ارتفعت أعداد المتطوعين إلى 6650.

وفي الأثناء، أكدت مصادر من داخل طرابلس لـ«البيان» أن أكثر من 30 مرتزقاً قضوا في مواجهات مع الميليشيات التابعة لحكومة السراج، وليس في اشتباكات مع الجيش.

وقالت المصادر إن أغلب ميليشيات طرابلس باتت تشعر بالحرج من وجود المرتزقة داخل العاصمة، وأن هناك صراعاً معلناً، خصوصاً بسبب تناقض المرجعيات العقائدية بين مسلحين محليين وآخرين وافدين،لافتة إلى أن أعداداً من المرتزقة ينتمون إلى تنظيمي داعش والقاعدة.

وأضافت أن عدداً من المرتزقة تمت تصفيتهم من قبل عناصر ميليشيات أو من جهات أمنية موالية للجيش أو من خلايا نائمة مناوئة لحكومة السراج والتدخل التركي.

والأحد الماضي سلمت قوات أمنية تابعة لحكومة الوفاق أحد جرحى المرتزقة لمفرزة من الجيش الوطني داخل العاصمة للتحقيق معه، في إشارة وصفها المراقبون بالمثيرة للاهتمام، باعتبارها تؤكد وجود قوات داعمة للجيش من داخل حكومة فائز السراج.

وقام الجيش الليبي بنشر شريط فيديو للمرتزق الجريح وهو قيادي ميداني ينحدر من مدينة حلب، وقال إنه تم الوصول إليه عبر عملية أمنية معقدة بين قواته ومجموعات تابعة لحكومة الوفاق.

معارك

وتجددت المعارك في محوري العزيزية وعين زارة جنوبي العاصمة الليبية، فيما قال الجيش الليبي إن تلك المعارك تدخل في إطار رد الفعل على استفزازات الميليشيات المدعومة من تركيا وخرقها للهدنة، كما تولت القوات المسلحة صد هجوم مسلح لقوات الوفاق في محور الهيشة شرق مدينة مصراتة.

وأكد آمر غرفة عمليات المنطقة الغربية مبروك الغزوي أن الجيش في موقع قوة وقادر على الحسم السريع للمعركة، لكن يمارس الانضباط العسكري، وهو لا يزال ملتزماً بالهدنة المعلنة منذ 12 يناير الماضي.

وأضاف أن القوات المسلحة لا تزال في موقع الرد على خروقات الميليشيات رغم قدرته على التقدم، وهو ما أثبته خلال الأيام الماضية عندما حاولت الميليشيات المدعومة بالمرتزقة والعسكريين الأتراك استهدف تمركزاته.

وفي الأثناء، قالت مصادر ميدانية إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الطرفين، مؤكدةً أن قوات الجيش الوطني ألحقت خسائر فادحة بميليشيات الوفاق.

وكانت مصادر متطابقة تحدثت عن قصف جوي شنه سلاح الجو التابع للجيش الوطني أول من أمس مستهدفاً رتلاً مسلحاً لقوات الوفاق قرب منطقة أبوقرين مكون من 15 آلية عسكرية بينهم أعداد كبيرة من المقاتلين السوريين المواليين لأنقرة.

ولا تزال محاور جنوب وشرق مصراتة تشهد حشوداً لميليشيات المدينة تحت إدارة تركية مباشرة وبتعزيزات من المرتزقة السوريين التابعين للواء السلطان مراد، بهدف الهجوم على مواقع الجيش لكن سلاح الجو تصدى لها في مناسبات عدة، وكبدها خسائر في الأرواح والمعدات.

واندلعت صباح اليوم اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش الوطني وميليشيات حكومة الوفاق في منطقة العزيزية جنوب العاصمة طرابلس، وأشارت مصادر مطلعة إلى تقدم قوات الجيش والسيطرة على عدة مواقع.

وأضاف أن قوات الجيش ضيقت الخناق على مسلحي الوفاق الذين يتمركزون وسط مدينة العزيزية.

وشهدت محاور القتال بضواحي طرابلس الممتدة من منطقة الهيرة جنوباً حتى منطقة الرملة شمالاً، اشتباكات متقطعة منذ 3 أيام.

إسقاط طائرة مسيرة

إلى ذلك، أعلن الجيش الوطني الليبي، إسقاط طائرة تركية مسيّرة جنوبي العاصمة طرابلس.

وأوضح عضو شعبة الإعلام الحربي المنذر الخرطوش، ومسؤول إعلام غرفة عمليات إجدابيا عقيلة الصابر، في تصريحات منفصلة لوسائل الإعلام، أن الدفاعات الجوية للقوات المسلحة الليبية أسقطت طائرة مسيّرة تركية بالقرب من منطقة الأحياء البرية جنوبي طرابلس.

وأضافا أن منصات الدفاع الجوي استهدفت الطائرة التركية التي أقلعت من قاعدة معيتيقة العسكرية، بعد أن حاولت استهداف مواقع تمركز الوحدات العسكرية بالقوات المسلحة جنوب العاصمة.

Email