فرنسا .. فرنسواز رحلة بحث عن نسب مفقود منذ 66 عاماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

البحث عن الذات، عن الجذور، الحسب والنسب، الأصل والهوية، رحلة استثنائية شاقة، قطعتها فرنسواز نوثومب، منذ أن تفتح إدراكها على الحياة داخل دار لرعاية الأيتام عام 1954 م.

كانت لا تزال في العاشرة من عمرها، سيطر على ذهنها أسئلة طبيعية «من أنا؟، وأين أسرتي؟، كيف وصلت إلى هنا؟»، لم تكن فرنسواز تتلقى إجابة شافية من مشرفيها في الدار، إلا «وجدوكِ خلال الحرب ملقاة في الطريق»، من هنا بدأت الفتاة الصغيرة رحلتها للبحث عما قبل ولادتها أول يناير 1944 م، وحتى يوم العثور عليها يوم 7 يونيو 1944 «عقب أيام من إنزال نورماندي».

حيث تمكنت قوات الحلفاء آنذاك من تحرير فرنسا من الاحتلال الألماني بقيادة هتلر، لكن سقط خلال المعارك آلاف القتلى، ونزح عشرات الآلاف، تاركين الممتلكات.

والأطفال أحياناً، فراراً من ويلات الحرب. تقول فرنسواز نوثومب (76 عاماً)، مقيمة في باريس، تفتحت عيناي على الدنيا داخل دار لرعاية الأيتام في باريس، وسط مئات الطفال مثلي، كانوا يسموننا «ضحايا الحرب»، عرفت من مشرفي الدار، أنهم وجدوني في الشارع ملقاة بجوار منزل قديم بولاية يوتا، التي شهدت «إنزال قوات الحلفاء في نورماندي»، كنت آنذاك أبلغ من العمر 6 أشهر، بحسب تقييم طبيب الدار.

لذلك، بدأت من سن العاشرة البحث عن أسرتي، كان بحثي قاصراً آنذاك على سؤال المشرفين، لكن مع بلوغي مرحلة الجامعة، وتحديداً 18 عاماً، بدأت أسأل لدى الجهات الحكومية عن ضحايا نورماندي آنذاك، لكني لم أجد جواباً شافياً.

وتضيف: «ذهبت إلى يوتا، سألت واستفسرت عن سكان المنطقة الذين قتلوا وهجروا، واستمر بحثي حتى الآن، حول ضحايا نورماندي.. لم أفقد الأمل، ولدي شعور عميق، بأنني سوف أعثر على أحد من أهلي يوماً».

لا تراجع

وتختتم نوثومب قائلةً «تزوجت وأنجبت ابني صامويل (54 عاماً)، وتزوج هو الآخر، وأنجب لي أحفاداً، كوّنت عائلتي، وأسست حياتي كما أريد، لكني ما زالت أشعر أن هويتي مبعثرة، جذوري مفقودة، أحتاج إلى أهلي الذين لم أرهم».

%59.7

ولد أكثر من 5.1 ملايين طفل في الاتحاد الأوروبي في عام 2016. وفي ثماني دول، وصلت نسب المواليد خارج إطار الزواج إلى نسب مرتفعة للغاية.

فرنسا تصدرت نسب المواليد خارج إطار الزواج، إذ يتمتع الأشخاص الذين يعيشون تحت سقف واحد خارج إطار الزواج بحقوقهم كاملة، إذ وصلت نسبة المواليد خارج إطار الزواج إلى 59.7 في المئة بفرنسا، لتتصدر بذلك نسب المواليد خارج إطار الزواج في جميع البلدان الأوروبية.

أما في اليونان، فالأمر أكثر تعقيداً، إذ لا يزال المجتمع ينظر إلى العلاقات خارج إطار الزواج بطريقة مختلفة. ومقارنة بعام 2000، ارتفعت نسبة المواليد خارج إطار الزواج في جميع الدول الأعضاء.

Email