ريمون طفل عراقي تغتاله آلة القتل الميليشياوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت كنيسة «سيدة النجاة» في منطقة الكرادة ببغداد، حضور وفد كبير من متظاهري ساحة التحرير، ومن مختلف الطوائف والديانات، لمجلس العزاء الذي أقيم للفتى ريمون ريان سالم (15 عاماً)، بعد أن تم تشييع جثمانه في ساحة الاعتصام، التي عرفته بنشاطه الدؤوب.

فيما خاطبت والدته الثكلى المتظاهرين بقولها «افتخروا وارفعوا رؤوسكم عالياً، فإنكم أمل العراق، وأوصيكم بعدم التوقف إلى أن تحققوا ما قتل من أجله ولدي، بالقضاء على الفساد، وتقديم قتلة اخوانكم للمحاكم... ولدي قتل فداءً للعراق وللانتفاضة».

وتضيف «لم يخجل أولئك الذين قتلوا صبياً لا يتجاوز عمره الـ 15 عاماً»، فيما يقول المتظاهر حسين إبراهيم، أحد الذين عايشوا ريمون في ساحة الاعتصام والتظاهر، وحضروا التشييع ومجلس العزاء، أن «القناصين» أصابوا رأسه بإطلاقه بندقية صيد، عن قرب، ما تسبب في مقتله.

، كما قتلوا اثنين آخرين في الوقت ذاته، ومن المصادفات أن القتلى الثلاثة من طوائف عراقية مختلفة، فإلى جانب ريمون اختارت آلة القتل الميليشياوية – الحكومية، علاء الشمري، ومحمد المختار، أي أن تلك الآلة الإجرامية لا تفرق بين عراقي وآخر، وبلا شك أن أولئك القتلة لا يشعرون بأي انتماء للوطن.

الفتى الرجل

ويتحدث حسين عن ريمون قائلاً «كان رجلاً شجاعاً، على الرغم من صغر سنه، وكان أصغر عندما انتمى إلى متظاهري ومعتصمي الحرية، في أكتوبر الماضي، ولطالما كنا نخشى عليه لفرط اندفاعه، ليس في التظاهر فقط، وإنما في مختلف الفعاليات التي تنظمها ساحة الاعتصام.

ويضيف:«ان ساحة الخلاني، التي قتل عندها ريمون وعلاء ومحمد، دفعة واحدة، أخذت منا عشرات الشباب، كونها تمثل خاصرة ساحة التحرير، التي لن نسمح لقوات الشغب والميليشيات بالوصول إليها، مهما استخدموا من أسلحة وتحايل ومكر، لأننا بتنا على معرفة تامة بكل أساليبهم».

المرأة الوطنية

ويقول عن الثكلى ام ريمون، إنها مثال للمرأة العراقية الوطنية المخلصة لشعبها ووطنها العراق، وهي، وإن كانت تخنقها العبرات لفقدانها ابنها الشاب الفتي، تتحدث بمعنويات عالية عن الانتفاضة والانتصار الحتمي لها، ما دامت مدعومة بزخم الشباب الذي لا ينضب.

Email