«كفّ» أبو محمد يناطح «مخرز» سبع مستوطنات

ت + ت - الحجم الطبيعي

الستيني أبو محمد مقبل، يواجه بصمود وصلابة سبع مستوطنات تجثم على أرضه في قرية قريوت جنوبي مدينة نابلس.

هو واحد من الذين فقدوا أراضيهم، بسبب التوسع الاستيطاني المستعر في قريوت، لكنه يختلف عنهم في ضياع أرضه، بين سبعة تجمعات استيطانية، تحيط بأرضه من كل جانب.

ورغم ما يواجهه من مضايقات واعتداءات، لا يتنازل أبو محمد عن زيارته اليومية لأرضه، لكن رحلته لا يتخللها الاستجمام أو التنزّه، فتارة يتحسّر على ضياعها، وتارة يقف على تلالها وأطلالها، ويحاول زرع أشجار الزيتون كي يحمي الأرض من غول الاستيطان.

الكف والمخرز

لم يترك أبو محمد فرصة للدفاع عن حقه في أرضه إلا واستغلّها، فقد أدرج قضيته ضمن كل الفعاليات والأنشطة المناهضة للاستيطان، كما رفع العديد من القضايا في المحاكم على سلطات الاحتلال، وشرح قصة أرضه أمام منظمات حقوقية كثيرة، ولكن الزحف المتسارع من سبع مستوطنات، كان أسرع، فنهب أرضه.

تدمير وتخريب

يقول لـ«البيان»: «المضايقات التي نتعرض لها فاقت الاعتداء علينا في الأرض، فيومياً يقتحم جيش الاحتلال منزلي، ويمارس هواياته في التدمير والتخريب، ومعظم الأيام يتركون لي ولأبنائي بلاغات لمراجعة مخابراتهم، ويضغطون علينا بكل الوسائل، ويحاولون إغراءنا بالمال.. ورغم ضيق الحال، إلا أن كل أموال الدنيا تبقى رخيصة أمام أرض الآباء والأجداد».

الاحتلال لم يكفِه سلب أراضي أبو محمد فقط، بل زاد الطين بلة، بهدم منازل أربعة من أبنائه وإخوته، لشق طريق استيطاني في محاولة للالتفاف على مساحات واسعة من أراضي قريوت، المزروعة بالزيتون والعنب، ومختلف أنواع الخضراوات والبقوليات.

Email