الجيش الليبي يصطاد المسيّرات التركية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن الليلة قبل الماضية عادية في العاصمة طرابلس وخاصة بالنسبة للعسكريين الأتراك وحلفائهم، ولطائراتهم المسيرة التي تعرضت لعملية صيد ناجحة من قبل قوة الدفاع الجوي للجيش الليبي، حيث أعلن آمر مجموعة عمليات المنطقة الغربية اللواء مبروك الغزوي تمكّن الدفاعات الجوية من إسقاط 6 طائرات تركية مسيرة دفعة واحدة، وهو ما أكده لاحقاً الناطق باسم القيادة العامة.

وأوضح الغزوي، أن أربع طائرات تركية مسيرة، من بين الست، أُسقطت خلال ساعة واحدة بعد أن دخلت مصيدة النظام الدفاعي وتحولت جميعها إلى كتل من اللهب والخردة، واصفاً ما قامت به الدفاعات الجوية بأنه أكبر هجوم جوي تشهده سماء طرابلس منذ الرابع من أبريل الماضي، تاريخ إطلاق عملية «طوفان الكرامة» لتحرير العاصمة من الميليشيات.

وأردف أن عمليات الاستطلاع الرادارية، ما زالت مستمرة لرصد واستهداف الطائرات المسيرة المعادية، مشيراً إلى أن ذلك يؤكد السيادة الجوية للقوات المسلحة على كامل مناطق العمليات.

وأشار الجيش الليبي إلى أن دفاعاته تكون بإسقاطها الطائرات الست، قد أسقطت 10 مسيرات تركية خلال 72 ساعة فقط.

وقالت المصادر لـ«البيان»، إن الدفاعات الجوية كانت جاهزة لاصطياد تلك المسيرات من خلال برنامج ذكي ومتطور لضرب الأهداف الجوية المعادية في وقت واحد، ما أدى إلى إفشال الخطة التركية.

وتابعت أن الوحدات التركية، سعت من خلال إطلاقها المسيرات لضرب مواقع تابعة للجيش الليبي واستهداف المدنيين في المناطق المحررة من الميليشيات وذلك في إطار الخرق المتواصل للهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 12 يناير الماضي.

من جهته، أعلن مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، خالد المحجوب، مقتل نحو 15 عسكرياً تركياً، في قصف استهدف مواقع داخل مطار معيتيقة، بالعاصمة طرابلس.

يأتي هذا في وقت سيطر الجيش الليبي على عدد من المواقع الاستراتيجية جنوب وغرب العاصمة طرابلس حيث سيطر بالكامل على الطريق الساحلي الرابط ما بين طرابلس وغريان، كما تمكنت من إحراز تقدّم في منطقة العزيزية والهيرة، فضلاً عن السيطرة على معسكر العكرمي في منطقة الهيرة، جنوب العاصمة طرابلس.

وتكتسي السيطرة على طريق طرابلس غريان أهمية استراتيجية كبرى، باعتبارها تقطع المدد المتبادل عن الميليشيات في المدينتين.

حالة توتر

سياسياً، دخلت العلاقة بين مجلس النواب الليبي، والبعثة الأممية، حالة من التوتر الشديد، بسبب الخلافات الحادة بين الطرفين حول حوار جنيف السياسي، أحد مخرجات مؤتمر برلين. وعبّرت لجنة الخارجية بمجلس النواب، عن استغرابها من إصرار البعثة الأممية على اختيار عدد من النواب المقاطعين لجلسات مجلس النواب للمشاركة في مباحثات جنيف.

ووصفت اللجنة ذلك في رسالة وجهتها للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرس، بـ «الانتهاك القانوني والدستوري الجسيم، وتجاوز للإعلان الدستوري واللائحة الداخلية للمجلس».

واعتبرت أن ذلك يعد تشجيعاً للنواب المقاطعين، الذين ألحقوا بمقاطعتهم للجلسات، واجتماعهم بشكل غير قانوني بمدينة طرابلس، ضرراً كبيراً بالعمل البرلماني، والمسار الديمقراطي بصفة عامة، وأكدت اللجنة أن المجلس يرفض التدخل في تشكيل لجنة الحوار الذي تمثله، ويعتبر ذلك شأناً ليبياً داخلياً.

وأكدت اللجنة التزام المجلس بنتائج مؤتمر برلين، والحرص استناداً على شرعيته على المشاركة في حوار جنيف، مشيرة إلى الجهود التي بذلها المجلس لتشكيل لجنة الحوار من الدوائر الانتخابية الثلاث عشرة، من أجل تمثيل حقيقي وفعال لجميع مناطق ليبيا، ثم اعتمادها بشكل رسمي.

ومن جانبه، أكد رئيس لجنة الخارجية بمجلس النواب، يوسف العقوري، أن المجلس حريص على دعم عمل البعثة، والجهود المبذولة لاستئناف المسار السياسي، والمشاركة في حوار جنيف، أو أي حوار آخر في أي مكان، بشرط أن يراعي الإعلان الدستوري والقانون الداخلي للمجلس.

وكان مجلس النواب، قاطع الجولة الأولى من حوار جنيف، الذي انطلق الأربعاء، واستمر ثلاثة أيام «بمن حضر»، على أن يتم استئنافه يوم 15 مارس الجاري، بينما كان أغلب الحاضرين من المحسوبين على حكومة الوفاق وجماعة الإخوان.

وبرر المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، ذلك، بأن المسار السياسي كان لا بد له أن يبدأ بالأطراف التي بقيت في جنيف، مشيراً إلى أن البعثة ستقوم بتوجيه الدعوة لعقد جولة ثانية، وأنها ستبذل قصارى جهدها لإقناع كل من انسحب أو لم يحضر الاجتماعات، بالمشاركة في هذه الجولة.

تصريحات صادمة

إلى ذلك، وصف عضو مجلس النواب، زياد دغيم، ما جاء على لسان سلامة خلال مؤتمره الصحافي ليوم أول من أمس، بـ «الصادم» للغاية، ولفت إلى أن الاتفاق كان على إصدار قرار من رئيس المجلس، عقيلة صالح، يضم 13 عضواً، يمثلون الدوائر، بموجب تفويض البرلمان لرئيسه، وليس عبر تدخل سافر للبعثة في آليات البرلمان الداخلية، والتواصل مع النواب في عملية غير شفافة، ولا تحترم التشريعات النافذة، وفق قوله.

Email