قصّة خبرية

رصاص الحوثي يخطف روح هيلين

ت + ت - الحجم الطبيعي

سقطت الطفلة اليمنية هيلين «14 عاماً» ضحية رصاص غادر من قناص حوثي متمركز في تلة المدرجات غربي مدينة تعز. كانت الطفلة اليافعة هيلين تنقل الماء وإخوانها من بئر قريب لمنزلهم في منطقة غراب، غرب تعز، وما إن همّت بنقل أحد سطول الماء الممتلئة، حتى باغتتها رصاصة من قناص تابع لميليشيا الحوثي من موقع تمركزه في تلة المدرجات، لتصيبها في الرأس وتلقيها أرضاً، في وقت عودة والدها محمد عبده مثنى من عمله في أحد مصانع القطاع الخاص.

ما إن رأى إخوة هيلين الدماء تنزف من رأسها وهي ملقاة على الأرض حتى انطلقوا في البكاء والصراخ، فيما كان الذهول والصمت من نصيب والدها الذي أسرع لحمل ابنته والعدو بها على قدميه قاصداً أقرب مستشفى والذي يبعد ما لا يقل عن ستة كيلومترات.

لم يكد الأب يصل المستشفى حتى انتهى كل شيء بصعود روح هيلين إلى بارئها. يقول الأب المكلوم محمدعلي عبده مثنى لـ«البيان»: «أصبت بغيبوبة إثر موت ابنتي، لم استطع الحديث، كانت هيلين تدرس في الصف السادس الابتدائي وهي سادس أبنائي الثمانية، ولا أعرف لماذا قتلها القناص فهي ليست عسكرية ولا تقاتل كما أنها طفلة!».

سوابق قنص

لم تكن هيلين وحدها ضحية الاستهداف من قناصة ميليشيا الحوثي، إذ سبق ذلك استهداف أخويها، علي وصلاح، إذ أصيب الأول برصاصة في قدمه، واخترقت رصاصة غادرة فخذ الثاني قبل نحو عام وما زالت تنتابه نوبات الخوف.

وحرمت الظروف الاقتصادية الصعبة والد هيلين من الانتقال من المكان الذي يعيش فيه مع أسرته إلى مكان آخر أكثر أمناً، إذ يعمل في أحد المصانع الخاصة التي تنتج المواد البلاستيكية. لم يجد والد هيلين بداً من البقاء في منزله، إلّا أنّ القلق ينتابه من فقدان ابن آخر برصاص قناصة الميليشيا.

جرائم حوثية

وتعد محافظة تعز أكثر محافظة يمنية من حيث ضحايا القنص من قبل الميليشيا الحوثية، إذ ينتشر القناصة شمالي وشرق وغرب مدينة تعز. وقتل أكثر من 2000 طفل وطفلة وامرأة، بهجمات عشوائية وقنص مباشر بأسلحة نارية على أيدي الميليشيا في تعز.

وأفرطت ميليشيا الحوثي في عدم تمييزها بين المقاتلين والمدنيين، في إخلال فضاح بقواعد القانون الدولي الإنساني التي تنص على ذلك، فيما يعتبر القانون الدولي توجيه الهجمات عمداً ضد المدنيين، جريمة يعاقب عليها القانون.

Email