يتأرجح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بين التهديد بشن عدوان عسكري واسع على قطاع غزة، والنتائج غير المضمونة لهكذا عدوان قبل الانتخابات المزمعة بعد أسبوع.
إذ دعا لهذا الغرض إلى اجتماع مجلس الحرب المصغّر «الكابنيت» لحشد أغلبية مؤيدة لهذا العدوان، وانضم إليه في هذه النغمة التهديدية وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد اردان الذي لوّح باقتراب اتخاذ قرار حاسم لتنفيذ «عملية عسكرية في غزة».
يأتي التصعيد الإسرائيلي غداة قتل قوات الاحتلال عضواً في سرايا القدس أول من أمس والتمثيل في جثته بجرافة عسكرية شرقي خان يونس. فيما ردت المقاومة بإطلاق صواريخ ليلاً على مستوطنات غلاف غزة، واستأنفت القصف ظهر أمس بعد تجدد الغارات الإسرائيلية.
وأعلن جيش الاحتلال سقوط 14 صاروخاً من غزة باتجاه المستوطنات.
لكن صحيفة «معاريف» تستبعد شن «عملية عسكرية» واسعة، مؤكدة أنه «سيتم الاكتفاء بردود الجيش على إطلاق الصواريخ»، مشيرة إلى أن الوسيط المصري يحاول بالفعل تهدئة الوضع، قبل أسبوع من الانتخابات حيث لا يرغب المستوى السياسي والجيش في مواجهة عسكرية، وفق «معاريف».
وجددت الطائرات الإسرائيلية، أمس، قصفها لمواقع في غزة. وأغارت طائرات حربية على موقع يتبع لسرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي غرب خان يونس جنوبي القطاع، حسب وكالة معا الفلسطينية.
وقتلت ضربات شنتها إسرائيل ليلاً قرب دمشق ستة مقاتلين، بينهم شهيدان فلسطينيان، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقصف الاحتلال مواقع للجهاد الإسلامي في ريف دمشق.
وقال جيش الاحتلال في بيان إنّ مقاتلاته قصفت أهدافاً تابعة للحركة جنوبي دمشق، بالإضافة إلى عشرات الأهداف التابعة للحركة في جميع أنحاء غزة. كما أوضحت سرايا القدس في بيان فجر أمس إنّها «تزفّ المجاهدين زياد أحمد منصور (23 عاماً) وسليم أحمد سليم (24 عاماً) اللذين ارتقيا إثر قصف صهيوني في دمشق». وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الغارات تسببت بمقتل ستة مقاتلين على الأقل، بينهم العنصران اللذان تبنتهما سرايا القدس.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن القصف الإسرائيلي تسبب «بمقتل أربعة مقاتلين موالين لإيران، أحدهم سوري فيما لم يتمكن من تحديد جنسيات الثلاثة الآخرين»، موضّحاً أنّ «قوات إيرانية كانت موجودة داخل المقر الذي جرى استهدافه».
وفي دمشق نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» عن مصدر عسكري لم تسمّه أنّ «الطيران الحربي الإسرائيلي قام من خارج مجالنا الجوي ومن فوق الجولان السوري المحتلّ، باستهداف محيط دمشق بأكثر من موجة من الصواريخ الموجّهة». وأضاف المصدر أنّ «بعضاً» من هذه الصواريخ «تمّ تحييده عن مساره»، في حين تمّ تدمير «غالبية» ما تبقّى منها «قبل الوصول إلى أهدافها».
