يحتفل الكويتيون غداً بالذكرى الـ59 لاستقلال البلاد وبمرور 29 عاماً على تحرير الكويت. وتعد مراسم رفع العلم في الكويت التي تتم في الـ29 من يناير من كل عام، بداية لانطلاق احتفالات الكويت الوطنية السنوية في فبراير والتي يتجدد من خلالها اعتزاز أهل الكويت بوطنهم وانتماؤهم له وولاؤهم لقيادته.
ويحرص الكويتيون في هذه الاحتفالات السنوية على رفع علم البلاد فوق منازلهم وسياراتهم، ومبانيهم العامة والخاصة، إلى جانب ما تتزين به الشوارع والمباني والأسواق من إنارة لافتة تجسد ألوانها علم الكويت في مشهد يبعث على البهجة والسرور ويعكس معه حب الوطن والانتماء له.
وتأتي احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية هذا العام والتي تحمل شعار «أميرنا سندنا.. ترابطنا قوتنا»، بمناسبة مرور 14 عاماً على تولي أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم، ومرور 59 عاماً على ذكرى الاستقلال، و29 عاماً على تحرير الكويت.
الدستور والنهضة
ومع استقلال البلاد في عام 1961 بدأت الكويت بتدعيم نظامها السياسي حيث أنشأت مجلساً تأسيسياً لإعداد دستور الحكم الذي يرتكز على المبادئ الديمقراطية لتدخل بعدها البلاد مرحلة الشرعية الدستورية، فكانت أول انتخابات برلمانية فيها عام 1963.
ومنذ ذلك التاريخ بدأت الكويت مسيرتها نحو النهضة الشاملة في جميع المجالات، فهي تعد إحدى أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم، وبات اقتصادها أحد أهم الاقتصادات في المنطقة إذ يتمتع بمقومات وعوامل بارزة ساهمت في بنائه، وفي تحقيق قفزة تنموية شاملة في مختلف المجالات. وجاءت الرؤية الأميرية المتمثلة بالخطة التنموية المستقبلية للبلاد التي أطلقتها الحكومة عام 2017 تحت شعار (كويت جديدة 2035) لتواصل مسيرة التنمية، بالعمل على تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري إقليمي وعالمي جاذب للاستثمار.
سياسة متوازنة
وتقوم الكويت منذ استقلالها بانتهاج سياسة خارجية معتدلة ومتوازنة مرتكزة في الوقت ذاته على الانفتاح والتواصل مع شعوب العالم لتحقيق السلام والتنمية في إطار من التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية ودعم جهودها لتحقيق أمن واستقرار العالم ورفاهية الشعوب.
المرأة الكويتية
وبالنسبة للمرأة، فإنها حظيت بدعم بالدعم السياسي وشاركت في صنع القرار وتقلدت مناصب قيادية عليا مثل الحقائب الوزارية، ورئاسة مجالس إدارات ومؤسسات عامة وخاصة، إلى جانب دخولها البرلمان والمجالس البلدية، فضلاً عن التحاقها بالسلك الدبلوماسي لتمثل البلاد في الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية.
المجال الإنساني
يعتبر العمل الإنساني سمة من سمات الكويت. وقد توجت جهود الكويت في الجانب الإنساني بمنح الأمم المتحدة في سبتمبر عام 2014، أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لقب (قائداً للعمل الإنساني)، تقديراً لجهوده وإسهاماته في مجال العمل الإنساني، كما تم تسمية الكويت (مركزاً للعمل الإنساني).
ذكرى التحرير
ويحتفل الكويتيون هذا العام بـ29 عاماً على تحرير بلادهم من الغزو العراقي، وما زالت ذكرى البطولات التي سطرها أهل الكويت في الدفاع عن الأرض والتضحية بالغالي والنفيس من أجلها وتحريرها محفورة في ذاكرة الوطن وتاريخه.
ولن تنسى الكويت الاصطفاف العالمي حول قضيتها العادلة وذلك من خلال إدانة المجتمع الدولي لجريمة الغزو العراقي بحق الكويت، حيث أصدر مجلس الأمن قرارات حاسمة طالب فيها القوات العراقية بالانسحاب من البلاد، دون قيد أو شرط، كما توالت القرارات تباعاً حتى صدور قرار مجلس الأمن رقم 678 الذي أجاز فيه استخدام القوة العسكرية لتحرير الكويت.
