معركة إدلب.. موسكو تحشر أنقرة في الزاوية قبل القمة الرباعية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستبق موسكو القمة الرباعية الروسية الألمانية الفرنسية التركية في أنقرة في الخامس من الشهر المقبل، بتأكيد متجدد أن تركيا لم تفِ بالتزاماتها في اتفاقات سوتشي، كأنها تريد أن تحشر أنقرة في الزاوية وتهيئها لتفاهمات متجددة مبنية على الخرائط الجديدة التي يرسمها الجيش السوري والدعم الروسي على الأرض.

الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن أمس، أن القوات الروسية دمّرت في سوريا فصائل إرهابية مزودة بعتاد نوعي ومنعت ظهور تهديدات جدية لروسيا.

وفي كلمة ألقاها في حفلة أقيمت في موسكو بمناسبة عيد «حماة الوطن»، اليوم الأحد 23 فبراير، قال بوتين إن الضباط والجنود الروس أظهروا مهنيتهم العسكرية وكفاءاتهم القتالية العالية أثناء عملياتهم في سوريا، حيث «قضوا على مجموعات إرهابية كبيرة مزودة بأسلحة نوعية، ومنعوا ظهور تهديدات خطيرة لوطننا على مسافة بعيدة منه، كما أنهم ساعدوا السوريين على الحفاظ على سيادة بلدهم». وشكر بوتين جميع العسكريين الذين شاركوا في الأعمال القتالية في سوريا على خدمتهم.

اتفاق سوتشي

ومجدداً، يؤكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن أنقرة لم تفِ بالتزاماتها بشأن اتفاق سوتشي لخفض التصعيد في محافظة إدلب شمال غربي سوريا. ونقل موقع «روسيا اليوم» عن بيسكوف قوله، اليوم الأحد، إن «الإرهابيين في إدلب يحصلون على معدات عسكرية خطيرة جداً»، في إشارة إلى الدعم التركي لهم.

أنقرة المتورطة في الشمال السوري تحاول اللعب بأدواتها تجنّباً للخسائر في صفوف قواتها، ولكن هؤلاء أدركوا عدم جدوى المواجهة على ما يبدو. وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، ذكرت، أن القوات التركية اعتقلت عشرات المسلّحين الموالين لها في شمالي سوريا، بسبب رفضهم المشاركة في معارك إدلب. وأفادت الوكالة بأن «القوات التركية اعتقلت عشرات الإرهابيين الذين يعملون بإمرتها في منطقة رأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي، وذلك على خلفية محاولتهم الفرار إلى الأراضي التركية لخوفهم من المشاركة في المعارك ومواجهة الجيش العربي السوري في إدلب»، مؤكدة أن «القوات التركية أغلقت الحدود أمام الإرهابيين الذين يعملون بإمرتها».

رتل تركي

المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بلندن) نقل عن مصادر محلية، أن رتلاً عسكرياً جديداً للقوات التركية شوهد عند معبر كفرلوسين الحدودي، مؤلفاً من نحو 65 آلية عسكرية تقل جنوداً وآليات ثقيلة، توجه نحو مناطق إحسم والبارة ومحيط كفر نبل في جبل الزاوية بجنوبي إدلب، تزامناً مع تعزيزات عسكرية ضخمة للجيش السوري وصلت إلى محاور كفر سجنة وجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي.

من جهة أخرى، نفذ الجيش السوري ضربات صاروخية ومدفعية على تحصينات ومحاور تسلل مجموعات من تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في عمق انتشارها في عدد من قرى وبلدات ريف منطقة معرة النعمان الجنوبي بإدلب.

ونقل نشطاء عن مصادر محلية، أن اشتباكات دارت بالقرب من منطقة جبل الزاوية في جنوبي إدلب وأن استهدافاً طال محيط تجمع «القوات التركية» المتمركزة في معسكر المسطومة.

من جهة أخرى وبحسب «سانا»، نفذت وحدات الجيش السوري ضربات صاروخية ومدفعية على تحصينات ومحاور تسلل مجموعات إرهابية من «جبهة النصرة» في عمق انتشارها في عدد من قرى وبلدات ريف منطقة معرة النعمان الجنوبي بإدلب. وذكرت «سانا» أن «وحدات من الجيش رصدت تحرك مجموعات إرهابية من تنظيم جبهة النصرة والتنظيمات المنضوية تحت رايته في محيط بلدتي كفر نبل ومعرزيتا وقرية الفطيرة بريف إدلب الجنوبي وتعاملت معهم برمايات مدفعية وصليات صاروخية أدت إلى قطع طرق إمداد الإرهابيين وتدمير تحصينات وأوكار لهم».
 

كلمات دالة:
  • إدلب،
  • سوريا،
  • موسكو،
  • أنقرة،
  • القمة الرباعية
Email