قصة

هناء حسن: الطلبة مادة التظاهرات الأساسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تنتظر المتظاهرة هناء حسن، يوم الأحد، المتميز، من كل أسبوع، وهو موعد تظاهرات طلبة الجامعات، حيث يحتشد آلاف الطلبة أمام مبنى وزارة التعليم العالي العراقية، وتنطلق تظاهراتهم، مع من يلتحقون بهم في الطريق، عبر شارع السعدون، وصولاً إلى مركز التظاهرات الرئيسي في ساحة التحرير.

ويكاد يكون تواجد الطالبة الجامعية هناء متواصلاً في الساحة، التي تجدها زاخرة بمختلف النشاطات الثقافية والفنية والاجتماعية والسياسية، رغم كل الصعوبات، وهي تفتخر بكون الموجودين في الساحة يعيرون اهتماماً خاصة للطلبة الجامعيين، ويعتبرونهم مادة التظاهرات الرئيسية.

تقول هناء، إن عائلتها تقدر اهتمامها بالمشاركة في التظاهر والنشاطات المختلفة لشباب الثورة، إلا أنها، في البداية، كانتمتخوفة من ذلك، وكان والدها يقوم بإيصالها إلى الساحة، مع والدتها، التي تبقى معها، وعندما تعرفت على نوعية شباب وشابات الساحة، والفعاليات الراقية فيها، اطمأنت العائلة على الوضع، وأصبحت الأم تكتفي بالسؤال عن صاحباتها وأوضاعهن، وأوضاع عائلاتهن.

وتضيف أن من أفضل مكاسب الساحة والتظاهر، توسع العلاقات الاجتماعية، حيث أصبحت والدتها صديقة لكثيرات من شابات الساحة وعوائلهن «انه منجز رائع، أن تعود الحياة الاجتماعية منتعشة، بلا حواجز طائفية أو طبقية، أو غيرها.

تتحدث هناء عن الخشية من «الاختطاف» كما حدث لعدد من الناشطات، وتصف ذلك بــ«العمل الخسيس»، لإضعاف الثورة، إلا أن مرتكبيه فشلوا في الوصول إلى مبتغاهم، فحركة الشباب والطلاب خاصة، لا يمكن إضعافها بمثل هذه الأفعال الجرمية الجبانة، بل بالعكس، زادتنا إصراراً على اقتلاع حكم الميليشيات الفاسد. وتضيف أن الحذر واجب، ولا تجوز الاستهانة بمثل تلك الجرائم البشعة، لذلك يحرص الشباب على حمايتنا، عن بعد، إلى أن نغادر المكان بسلام.

وتشير إلى أن طلبة الانتفاضة يمثلون أكثرية، يحركها السلوك الجمعي والتحدي، كما أن وجود الجنس الآخر يدفع كلا الجنسين إلى الاستبسال، فأعمار الطلبة تؤشر لمرحلة حساسة من تاريخ بناء الشخصية، وهي مرحلة الانفعال والنظر إلى الأمور بمعيار «الحق حق، والباطل باطل»، وهذا الدور يعتبر مرحلة الخلو من التلوث، فالصفة النظيفة للطلبة تجعلهم مادة غیر قابلة للبيع والشراء والمتاجرة، لذا فهي تفيض وطنية واندفاعاً، بمحركات فكرية مفرداتها الحرية والتطلع إلى مستقبل أفضل.

Email