الثلوج تكسو "اللوز" في السعودية
انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو تظهر تساقط الثلوج على جبال اللوز التي تصل ارتفاعاتها إلى 2500 قدم، حيث يحرص هواة التصوير ومحبو الثلوج على تصوير وتوثيق تلك اللحظات والاستمتاع بالأجواء الأوروبية التي ينطلق معها هواة التزلج على الجليد في ممارسة هوايتهم المحببة.
ومع احتدام فصل الشتاء سنوياً في السعودية تتجه الأنظار إلى منطقة تبوك شمال غربي البلاد والقريبة من الحدود مع الأردن، حيث تكتسي جبال المنطقة وسهولها ببياض الثلوج، ما يدفع العديد من أهالي المنطقة ومن خارجها للتوافد إلى المنطقة، حيث تشهد الطرق المؤدية إلى جبل اللوز تزاحماً بالمتنزهين من الأسر والشباب والأطفال للاستمتاع بمشاهدة البساط الأبيض من الثلوج التي يصل سمكها إلى 22 سنتمتراً.
ومع كثافة أعداد المتنزهين شوهدت سيارات الشرطة والدفاع المدني والهلال الأحمر والمرور وهي تنتشر في المنطقة لتنظيم حركة الجمهور وتحسباً لأي حالات طارئة قد تستدعي التدخل السريع، فيما قال لـ«البيان» ناصر العطوي وهو صاحب كتاب معجم تبوك، الذي حصل في طبعته الأولى على جائزة وزارة الثقافة والإعلام إن جبل اللوز سمي بهذا الاسم نسبة لشجيرات اللوز التي تكثر في جنبات الجبل شاهق الارتفاع والذي تتربع الثلوج على قمته سنوياً، مشيراً إلى أن جبال اللوز وعلقان هي امتداد لسلسلة جبال السروات من غربي تبوك وحتى وادي رم في الأردن.
وأضاف إن الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودية أدرجت جبال اللوز وعلقان ضمن المواقع السياحية المهمة إلا أنها لا تزال تنتظر التفات المستثمرين إليها لكي تتحول إلى معالم أثرية عالمية وخاصة أن تاريخها يمتد إلى نحو 10 آلاف عام قبل الميلاد بحسب ما أكده علماء الآثار استناداً إلى الرسوم الصخرية والنقوش القديمة التي اكتشفت بها ومنها نقوش صخرية لحيوانات ولصيادين حيث تظهر نقوش النعام والجمال والصيادين على أظهر الخيول وتتناثر تلك النقوش بين الصخور الكبيرة والصخور المتوسطة.
بدوره قال المواطن السعودي عبدالرحمن النمشان: «أنا جئت من جدة خصيصاً إلى تبوك للاستمتاع بأجواء الثلوج التي تذكرني بسنوات دراستي في النرويج، فقد كنت أشاهد هذه المنطقة في التلفزيون ولكنني قررت هذا العام المجيء بنفسي لممارسة رياضة التزلج على الجليد التي تعلمتها في أوروبا هنا في قلب السعودية التي يعرف الغرب عنها أنها بلاد الصحراء فقط، وقد أرسلت الصور والفيديوهات التي صورتها وظهرت فيها إلى زملائي وأصدقائي في النرويج فلم يصدقوا».
