بوتين وأردوغان..لا توافُق بشأن إدلب

طفل نازح في مخيم شمالي سوريا | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يزال النظام التركي يواصل اللعب في تعامله مع المستجدات في سوريا، إذ بدا واضحاً مساعي الرئيس رجب طيب أردوغان  لتوسيع احتلاله للشمال السوري تزامناً مع تسخير أذرعه المختلفة لإطلاق مزاعم سرعان ما يتم تفنيدها.

وسعى أروغان على أكثر من جبهة للحصول على تأييد لمخططاته من خلال اللعب على الوتر الانساني مع فرنسا وألمانيا فيما تفادى إغضاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي به حيث لم يتوج اتصاله بأي اتفاق سوى تأكيد بوتين على سيادة سوريا ووحدة أراضيها.


وأعرب  بوتين لأردوغان عن قلقه البالغ إزاء الأعمال العدوانية للإرهابيين في إدلب، بينما أكد الكرملين اتفاق الطرفين على تكثيف الاتصالات حول إدلب، كما «تمت الإشارة إلى ضرورة احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها».


وأكد بيان للكرملين أن الرئيسين اتفقا خلال المحادثة الهاتفية على «تعزيز المشاورات الثنائية حول إدلب بهدف خفض التوتر، وإرساء وقف لإطلاق النار والقضاء على التهديد الإرهابي».
وأضافت الرئاسة أن الزعيمين بحثا أيضاً الأزمة الليبية، مؤكدين أهمية تطبيق قرارات مؤتمر برلين الدولي حول وقف إطلاق النار في هذا البلد.


وفي وقت سابق جدد أردوغان أمس رفضه انسحاب قواته من إدلب، مشيراً إلى استمرار العمل على إقامة «منطقة عازلة» بعمق يتراوح بين 30 و35 كيلومتراً في سوريا على الحدود مع تركيا، يضم النازحين السوريين.


ويحاول أردوغان اللعب على الوتر الإنساني لاستمالة دول أوروبية، إذ دعا إلى خطوات ملموسة لمنع «كارثة إنسانية» في إدلب خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.


مدرعات وذخيرة


يأتي هذا في وقت أكدت فيه وزارة الدفاع الروسية أن تركيا أرسلت كمّاً كبيراً من المدرعات والذخيرة إلى إدلب.
وحضت الوزارة تركيا على السماح للسوريين النازحين من إدلب، بالعبور بسلام إلى مناطق تسيطر عليها قوات الجيش السوري.


وأضافت أن الأنباء التي تقول إن مئات الآلاف من النازحين يحاولون الهرب من إدلب صوب الحدود «السورية - التركية» غير صحيحة وهو ما نفاه أيضاً رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا، أوليج جورافليوف الذي أكد أن أنباء زعمت نزوح نحو مليون مدني بإدلب نحو الحدود السورية التركية بسبب العمليات القتالية غير صحيحة.. في حين حذر الكرملين من أن السيناريو الأسوأ في إدلب هو حدوث مواجهات بين القوات الروسية والتركية.


وفي سياق تفنيد الادعاءات التركية، نفى مصدر عسكري سوري ما أعلنته وزارة الدفاع التركية حول مقتل أكثر من 50 من عناصر الجيش السوري في بلدة النيرب غرب سراقب في ريف إدلب الشرقي.


وفي ظل استمرار التصعيد الروسي التركي في إدلب، دعت الأمم المتحدة إلى وقف القتال شمال غربي سوريا، معربة عن خشيتها من أن ينتهي هذا القتال والتصعيد بـ«حمام دم».


وقال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ينس لايركه، خلال إفادة صحفية، إن الأطفال يشكلون نحو 60 % من 900 ألف شخص نزحوا وتقطعت بهم السبل في مساحة آخذة في التضاؤل. وشدد لايركه على أن «العنف الضاري» لا بد أن يتوقف قبل أن يتحول إلى «ما نخشى أن ينتهي بحمام دم».

Email