إدلب في رسائل «تويتر» بين تركيا والناتو

جندي تركي يهرول خلال المواجهات قرب مدينة أتارب بريف حلب الغربي / أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي


بينما كان التوتر يتصاعد في إدلب، بين تركيا وروسيا، وتدور التكهّنات بشأن خيارات التصعيد التركي، نشرت مديرية الاتصالات التركية، في حسابها الرسمي على تويتر، تغريدة قبل يومين (الثلاثاء)، مرفقة مع هاشتاق «#WeAreNATO» (نحن الناتو).

سرعان ما تزاحمت الحسابات الرسمية التركية على مشاركة الوسم (الهاشتاق)، وكان ملفتاً مشاركة الدوائر العسكرية التركية، على رأسها الحساب الرسمي لوزارة الدفاع، للوسم ذاته، احتفالاً بالذكرى الـ 68 لتأسيس حلف شمال الأطلسي (الناتو). واللافت أيضاً أنّ الاحتفاء التركي غير العادي بهذه المناسبة، تزامنها مع التدخل التركي في إدلب، وطلبها دعم الناتو ضد الجيش السوري والقوات الروسية في سوريا. وليس خافياً أن روسيا لها أهداف استراتيجية في علاقاتها مع تركيا، أهمها أن أي تقدم في العلاقات بين الطرفين، بمعنى أي غطاء روسي للمكاسب التركية في سوريا، مرهون بتراجع علاقاتها مع الولايات المتحدة، وهذه المعادلة لا تسمح لتركيا بأن تقطف ثمار المكاسب من الطرفين.

في هذا الإطار، اتخذت تركيا مسار التقارب مع روسيا منذ عام 2016، واستفادت بأن دخلت قواتها مناطق شاسعة شمال حلب (اعزاز - جرابلس - الباب)، ثم احتلت لاحقاً منطقة عفرين، وهجّرت سكانها، وصادرت ممتلكات الأهالي، ومنحت منازلهم لنازحين قدموا إلى عفرين، بموجب صفقات تسليم للمناطق مع روسيا. في مطلع العام الحالي، واجهت تركيا مشكلة أن المناطق التي تحتلها، بما في ذلك منطقتا رأس العين وتل أبيض، شرق الفرات، لا تضمن وجوداً دائماً لتركيا، في ظل الهيمنة الروسية شبه المطلقة في سوريا>

 وبناء على ذلك، اتجهت لخطة تثبيت احتلالها للمناطق السورية، عبر العودة إلى فضاء حلف الناتو والتحرك عبره. فعملت تركيا على تفسير مشوه لاتفاق سوتشي حول إدلب، وهو محاولة جعل الاتفاق ثابتاً غير قابل للتعديل، وهو اتفاق مؤقت في نصه ومضمونه، ومرحلي، حتى ضمان عودة الدولة السورية إلى كافة المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة التابعة لتركيا.

لكن ما الذي يمكن أن يقدمه حلف الناتو فعلياً لتركيا؟ من المستبعد أن يتورّط الحلف في دعم العملية العسكرية التركية، كونها تجري خارج الأراضي التركية، والحلف ليس ملزماً بالدفاع عن أي عضو في عملية عسكرية تجري خارج حدود الدولة العضو. لكن رغم ذلك، لم يبقَ الحلف صامتاً على تغريدة وزارة الدفاع التركية، ونشر تغريدة «عائلية» اليوم جاء فيها: «الناتو عائلة للقيم المشتركة. نحن متحدون، حلفاؤنا من أجل السلام والاستقرار»، وأرفقت التغريدة بوسم «#Turkey is NATO, #WeAreNATO» (تركيا هي الناتو.. نحن جميعاً حلف الناتو).

ويبدو أن المعطيات حول حدود تدخل الناتو تقول إن تركيا عالقة في شتاء إدلب الموحل.. وحيدةً مع تغريدة أطلسية.

Email