قصة خبرية

مع العلم الأمريكي.. سوري بسيط يصبح حديث الشارع

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم ينم تلك الليلة، فما حدث 12 فبراير الأسبوع الماضي، في قرية خربة عمو من مقتل مواطن سوري على يد دورية أمريكية كانت تتجول في ريف القامشلي كان يؤرقه، فكر بخيارات كثيرة لكنه لم يجد متنفساً للغضب. أجبر نفسه على النوم في تلك الليلة وهذا ما جرى فعلا، حتى الصباح الباكر.

كانت ليلة صعبة وهو يسمع أحاديث الناس تتداول قضية مقتل سوري بنيران الدورية الأمريكية في خربة عمو النائية. هكذا يروي المقربون من فتحو الذي توصلت «البيان» إلى بعض منهم وهم يروون حال فتحو الذي ما يزال لا يحمل «موبايل».

خرج فتحو البرهو عامل النظافة في القامشلي والغضب يسيطر عليه. وكما يقول مقربون منه، كانت روح الوطنية طاغية، سيما بعد سماعه عن مقتل مواطنه السوري في خربة عمو.

في تلك الليلة كان الأمر مختلفاً بالنسبة لفتحي، فكان العلم الأمريكي مصدر استفزاز، وكانت الـ «همر»، محط كراهية. لم يتمكن البرهو ذلك العامل البسيط من الوقوف صامتاً أمام العربة، وقرر انتزاع العلم وتعريض نفسه للخطر. توجه إلى العربة وأخذ العلم وبدأ بالصراخ ضد القوات الأمريكية، ماذا تريدون من بلدي؟ لماذا أنتم هنا؟ متى سترحلون؟ كلمات ممزوجة بالغضب والعاطفة الوطنية أخرجها البرهو من جوفه.

لم يشعر أنه أوصل رسالة الاعتراض السورية على الوجود الأمريكي، فبدأ يردد «أمريكا نوت جود» America not good.. ردد البرهو هذه العبارة أكثر من مرة لإيصال الرسالة كما يفهمها الجيش الأمريكي. دام المشهد دقائق إلا أنه استحوذ على كل كاميرات المارة، فيما أصيب العسكريون الأمريكيون بالدهشة.

حادثة البرهو العفوية كادت أن تودي بحياته، إلا أن ما قام به جعل منه حديث الناس في الحسكة والقامشلي. بحسب أقارب البرهو، إنه يشعر بالراحة وهدوء الضمير بعد هذه الحادثة، إذ إنه أوصل الرسالة إلى أمريكا. الحادثة تعيد إلي الأذهان حادثة المواطن العراقي علي منقاش مع بعض الفوارق، ذلك الرجل الذي انتشرت حوله – حينذاك- في العام 2003 أنه أسقط مروحية أمريكية ببارودة، واستحوذ على وسائل إعلام محلية ودولية وهو يتحدث عن إسقاط تلك المروحية.

منقاش أراد أن يوجه رسالة مفادها انه يريد العراق حراً بلا محتلين حتى لو لجأ إلى السلاح القديم. البرهو كذلك أراد أن يعبر عن رفضه للواقع الحالي.

في كلتا الحالتين، سوريا والعراق، تتواجد قوى دولية عديدة، وحتى المزاج الرافض لهذا التواجد متشابه. مثل هذه الأحداث سرعان ما تتحول إلى قصص تحظى بالاحترام والتقدير. هي حالات قليلة، لكنها حين تحدث تشغل الدنيا وتصبح حديث الرأي العام لأنها التعبير العفوي غير المصطنع عن واقع البلاد.

Email