حرب الادّعاءات التركية في ليبيا تصطدم بـ«الدب الروسي»

ميخائيل بوغدانوف

ت + ت - الحجم الطبيعي

تصاعدت التوترات بين أنقرة وموسكو مؤخراً، في الملفين السوري والليبي، وصلت حد اتهام الرئيس التركي رجب طيب أروغان لروسيا، بقيادة الحرب في ليبيا، ما أثار غضب الكرملين، حيث سارعت موسكو للرد على لسان نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، بالقول إن اتهام أردوغان لروسيا، بقيادة الحرب في ليبيا، لا أساس له من الصحة.

وأضاف: «مزاعم أردوغان حول عمل شركات عسكرية روسية خاصة في ليبيا لا تتفق مع الواقع». ودائماً ما يتهم أردوغان الأطراف الأخرى بإشعال الصراع في ليبيا، رغم أن ميليشياته هي من تتحرك على الأرض، وتخرق اتفاق وقف النار.

يأتي هذا، فيما لا تزال حكومة الوفاق الليبي، تسعى لتبرير اعتمادها على المرتزقة المستقدمين من شمال غربي سوريا.

وفي مقابلة مع صحيفة «تايمز» الأمريكية، قال نائب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق أحمد معيتيق «عندما تغرق في الماء، ويرسل إليك شخص ما سترة النجاة، ماذا ستفعل؟ ستنظر فقط إلى من أرسل السترة أو ستمسك بها؟». وكانت موسكو نفت في مناسبات عدة، ما شاع عن إرسالها لمقاتلين إلى ليبيا، بينما أكد الجيش الليبي، أن تلك الشائعات التي روجت وسائل إعلام ومراكز أبحاث مرتبطة بجماعة الإخوان وحلفائها الإقليميين، مجرد محاولة لتبرير الاعتماد على مرتزقة أجانب من قبل الميليشيات المسيطرة على طرابلس.

رد سوداني

من جهتها، فندت الخرطوم للمرة الثانية في أقل من أسبوع، من خلال أحد أكبر المسؤولين العسكريين في الجيش السوداني، وجود أي قوات سودانية في ليبيا، حيث أكد النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، أنه لا وجود لأي قوات سودانية في ليبيا.

وكما أعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أن بلاده لا تتدخل في الملف الليبي، معرباً عن آماله أن يصل إلى حل في أقرب وقت.

وكانت مصادر مطلعة، أكدت أن عدد المرتزقة الذين قامت تركيا بنقلهم من شمالي سوريا إلى طرابلس ومصراتة، تجاوز خمسة آلاف، وأن تدفق المرتزقة لا يزال متواصلاً، في خرق سافر لقرارات مجلس الأمن، ومخرجات مؤتمر برلين، الذي عُقد في 19 يناير الماضي.

وأكد الناطق باسم غرفة عمليات الكرامة للجيش الليبي، العميد خالد المحجوب، أن سلطات طرابلس، ومن ورائها جماعة الإخوان والميليشيات الخارجة عن القانون، تحاول الاستفادة من تناقض المصالح بين واشنطن وموسكو في ليبيا والمنطقة، لنشر الادعاءات حول وجود مرتزقة روس، يقاتلون في صفوف الجيش، ويعمدون إلى أن يكون النشر على وسائل إعلام مؤثرة في الغرب، وخاصة في الولايات المتحدة، لتبرير اعتمادها على المرتزقة الذين تتولى تركيا نقلهم إلى غربي ليبيا.

ويحاول أدروغان فرض خياراته في ليبيا، بزعمه أن «الجيش الليبي يعتمد على المرتزقة لمواجهة ميليشيات الوفاق». وزعم

أردوغان أنّ الاتفاقية المشبوهة التي وقعها مع حكومة الوفاق أواخر العام الماضي، ولقيت استهجان العالم كله، تسمح لأنقرة باستمرار دعم «الوفاق».

Email