قصة أشهر «عربة كبدة» في مصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

على ناصية أحد شوارع حي الدقي الراقي في مصر، يصطف الناس في ازدحام لافت لأنظار من لا يعرفون قصة «أشهر وأقدم عربة كبدة في مصر»؛ انتظاراً لدورهم من أجل الحصول على «ساندويتشات الكبدة والسجق»، بينما يعتبره المترددون على ذلك المكان ازدحاماً طبيعياً ومألوفاً منذ سنوات وليس غريباً أبداً.

«كبدة عز المنوفي»، اسم يعرفه ربما غالبية المصريين، ولهذا تصدّر خبر قيام البلدية بإزالته مساء الثلاثاء الماضي مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة في مصر، قبل أن يُطمئن المنوفي زبائنه بأنه قد استأنف العمل من جديد في المكان ذاته بعد الإزالة بقليل، وذلك من خلال مقطع فيديو بثه على صفحته بموقع «فيسبوك» من قلب الحدث.. فما قصة العربة الأشهر تلك؟.

تنتشر عربات بيع الكبدة والسجق في مصر على نطاق واسع، ولا يكاد يخلو حي من أكثر من عربة، تتفاوت في الأسعار ومستويات النظافة، وتحظى قليل من تلك العربات بشهرة في خارج محيطها، لكنّ عربة واحدة زاحمت محالاً شهيرة وتفوقت عليها وهي عربة عز المنوفي، التي بدأت العمل في العام 1976 على يد الشيف عز المنوفي، والذي كان يعمل طباخاً بإحدى الدول العربية قبل أن يعود إلى مصر ويبدأ عمله الخاص على عربته، وكان يرافقه منذ ذلك الحين ابنه الطفل أيمن (صاحب الست سنوات آنذاك).

حققت العربة شهرة كبيرة في بداياتها، وكانت تبيع عدداً كبيراً من الساندويتشات، وهو العدد الذي زاد أكثر بمرور السنوات. وبعد وفاة عز المنوفي في العام 1992 أبى ابنه أيمن إلا أن يسير على درب والده، فاستكمل العمل على العربة حتى اليوم، إلى أن صار وجهه مألوفاً لجميع الزبائن الذين يترددون على العربة ويصطفون أمامها مساءً انتظاراً للدور بل ويأتيه زبائن من خارج المحافظة.

وعلى رغم أن أبناء عز المنوفي افتتحوا عدة محال تحمل اسم «عز المنوفي» لبيع ساندويتشات الكبدة والسجق، على اعتبار أنهم يعملون في المجال ذاته، إلا أن أيمن أو «الشيخ أيمن» كما يطلق عليه، لا يزال متمسكاً بالعربة الشهيرة التي فتحت باب الخير عليه، والتي تطورّت على مدار العقود الأخيرة، ولا تزال قائمة على رأس شارع إيران بحي الدقي.

تكتسب العربة شهرتها ليس فقط من قدمها ومعرفة الناس بها منذ سنوات طويلة، لكنّ أيضاً تشتهر بـ «سر الطهي» الذي يعطيها مذاقاً مختلفاً، وهو السر الذي لا يبوح به «الشيخ أيمن» في ظهوره الإعلامي أكثر من مرة. يُخرج «الشيخ أيمن» خليطاً من جيب معطفه ويلقيه على «الكبدة» إضافة إلى زجاجة الشربات التي لم يوضح مكوناتها، ثم يأخذ في تحريكها لمزج الخليط، الذي لم يكشف عن ماهيته، وهو الغموض الذي يعزز شهرة العربة وانتشارها.

إزالة العربة ليل الثلاثاء الماضي، لإشغالها الطريق، أثارت لغطاً واسعاً استمر لساعات، قبيل أن تعلن صفحة «عز المنوفي» عن استئناف العمل من جديد في نفس المكان.

 

Email