قصة خبرية

الصقيع يحاصر لاجئي الزعتري

لاجئان في الزعتري

ت + ت - الحجم الطبيعي

«درجات الحرارة منخفضة جداً، والرياح عاتية، أشياء كثيرة تتطاير في الهواء، والذهاب إلى المدرسة عبر طريق طويل مشياً على الأقدام هو بمثابة مغامرة في فصل الشتاء الذي لا يميز بين أحوال الناس» بهذه الكلمات بدأت السورية أم لؤي في وصف المعاناة التي تمر بها الأسر اللاجئة التي تقطن مخيم الزعتري في فصل الشتاء.

تقول أم لؤي: الصقيع صعب لا يمكن تحمله، والرياح تأتينا من كل ناحية، ففي المخيم مستوى الكرفانات بذات الارتفاع ولا يوجد مصدات للرياح، سواء بنايات أو أشجار. فصل الشتاء يمر علينا كالكابوس، الأطفال معرضون للأمراض بشكل مستمر، ومهما وفرت لهم من وسائل تدفئة وعملت على تكثيف ملابسهم، ففي الليل يداهمنا البرد من حيث لا نعلم، أضف إلى أن تكلفة التدفئة عالية مقارنة مع الدخل الذي يأتينا والمنظمات التي تتبرع بمساعدات لتغطية هذه التكاليف قليلة وتبرعها لا يكفي لتوفير التدفئة طوال الفصل.

معاناة في الشتاء والصيف

ويقول الشاب محمد عماري، وهو لاجئ آخر في المخيم، إن بيئة المخيم غير مهيأة جيداً لاستقبال مثل هذه الظروف، فمعظم الممرات طينية وعندما يهطل المطر يبقى أياماً إلى حين الجفاف، ويصبح التنقل عبر الدراجة من الأمور المعقدة، إضافة الى أن «الكرفانة» التي يسكن بها من الخارج تتشكل من المعدن ومن الداخل من الخشب لهذا فهي تستقطب البرد.

يعتمد محمد وعائلته على مدفأة الغاز رغم أنه يفضل النوعية التي تعتمد على الكهرباء، ولكن الكهرباء في المخيم غير متوفرة طوال اليوم ولا تحتمل المولدات هذا الضغط، يقول: الصقيع قاس ولا يرحم أحداً، ويعطل مسار الحياة ويفاقم معاناة اللاجئين، فالمياه تصبح مجمدة والطرقات غير آمنة، وهذه الظروف ليست جيدة وبالذات على الأطفال الذين يذهبون للمدارس وأيضاً كبار السن المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة.

بحسب محمد فإن عدداً كبيراً من الكرفانات تحتاج إلى التأهيل والصيانة، فمعظمها تتسرب إليها مياه الأمطار، وأخرى منخفضة جداً وتلامس قاعدتها الأرض وملاصقة للرطوبة والطين اللزج والماء. يواصل: اللاجئون يعانون في الشتاء من انخفاض درجات الحرارة والثلوج والأمطار، وفي الصيف من الغبار والشمس الحارقة، نحن بحاجة فعلية إلى دراسة أوضاعنا وتحسينها، فهذه المتغيرات تلامس حياتنا وتؤثر علينا.

Email