الزائر الأبيض يكسو العراق والشام

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يقتصر تساقط الثلوج هذا العام على معاقله المعهودة بالشرق الأوسط، بل امتدت لتشمل بلداناً أو مناطق لم تألفه منذ سنوات. كريات بيضاء تتوحد على الأرض فتفرش بساط أحلام وإبداع للبعض، حيث اكتست العاصمة العراقية بغداد بالثلوج في ظاهرة لافتة وغير مسبوقة لم تشهدها المدينة إلا في حالات نادرة، حيث حل الزائر الأبيض على معظم المدن العراقية الأخرى مع استمرار المنخفض الجوي البارد بالسيطرة على معظم أجزاء البلاد.

فيما يضرب المنخفض الجوي «كريم» بعض دول الشرق الأوسط ويشهد درجات حرارة متدنية قاسية، ففي الأردن تراوحت بين 4 و6 درجات تحت الصفر وفي لبنان 4 درجات، كما اكتست مناطق واسعة من سوريا بالثلج.

واستيقظ سكان بغداد على تساقط كثيف للثلوج غطى معظم شوارع المدينة والحدائق، ومن النادر جداً أن يتكرر هذا المشهد في بغداد، فمنذ عقود من الزمن، لم تتساقط الثلوج على بغداد، حيث لم يسقط منذ نحو 106 أعوام، وسجل نزول الثلوج آخر مرة في بغداد في العام 1914.

وأوقف البعض سياراتهم بالقرب من حدائق غطتها الثلوج بالكامل، وعمد بعضهم إلى التقاط الصور مع أطفالهم، بينما تدنت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، كما تساقطت الثلوج على مناطق أخرى في العراق، بينها كربلاء جنوب العاصمة.

وقال عامر الجابري، مدير إعلام الأنواء الجوية العراقية: «تساقط الثلوج قد يستمر خلال الساعات المقبلة في أجواء شديدة البرودة، ونتوقع انحسار الكتلة مساء الأربعاء وبعدها تبدأ درجات الحرارة بالارتفاع».

وغطّت الثلوج أيضا شوارع الموصل التي دمّرتها المعارك مع تنظيم داعش الإرهابي، كما غطت خيام مئات آلاف النازحين الذين طردوا من منازلهم على أيدي التنظيم، وآلاف اللاجئين الهاربين من النزاع المسلّح في سوريا المجاورة.

في الأثناء، قررت حكومة إقليم كردستان العراق ومحافظة نينوى (شمال) تعطيل الدوام بالمصالح الحكومية، بسبب العاصفة الثلجية.

وقال الناطق باسم حكومة الإقليم جوتيار عادل، في بيان، إن الثلاثاء عطلة رسمية في دوائر ومؤسسات الإقليم كافة بسبب موجة البرد وتساقط الثلوج.

وهذا ثاني يوم على التوالي تعلن فيه سلطات الإقليم تعطيل الدوام الرسمي في محافظاته الثلاثة، أربيل ودهوك والسليمانية؛ بسبب الثلوج.

وتشهد دول عدة بمنطقة الشرق الأوسط، منذ أيام موجة صقيع قاسية، وانخفاضا قياسيا في درجات الحرارة تسببت في سقوط كميات كبيرة من الثلوج على العديد من البلدان منها لبنان، الأردن وسوريا، وامتد أثرها إلى مصر، وذلك بسبب منخفض كريم الجوي القادم من شرق أوروبا.

ففي الأردن تراوحت بين 4 و6 درجات تحت الصفر ولبنان 4 درجات ووصلت على عدد من السواحل العربية إلى ما دون 7 درجات مئوية وعلى الجبال إلى ما دون الصفر. وسيطرت برودة قاسية من المتوقع أن تستمر اليوم وغداً، مع حلول موجات من الصقيع ستشكل الجليد على الطرقات الجبلية والداخلية.

وتأثرت القاهرة بشكل غير مباشر بهذه الكتلة الباردة، من خلال تدني درجات الحرارة بشكل ملحوظ في ساعات الليل، ليسود طقس قارس البرودة دون الـ 5 درجات مئوية. وترافقت العاصفة التي تشمل بلداناً مجاورة وهي تركيا وسوريا وشمال السعودية وغيرها مع انخفاض الحرارة بشكل كبير.

وفي أوروبا، بعد مرور العاصفة كيارا على شمال وشرق فرنسا، ضربت رياح قوية بلغت سرعتها 220 كلم في الساعة صباح أمس جزيرة كورسيكا، حيث أعلنت السلطات حالة التأهّب باللون البرتقالي.

وواصلت رياح غربية وجنوبية غربية عاتية خلال ساعات الصباح الهبوب بسرعة تراوح ما بين 150 و210 كيلومترات بالساعة من بالاناي في شمال كورسيكا نحو ساغرو.

وعلّقت أنشطة الموانئ من باستيا وليل روس في كورسيكا الثلاثاء بسبب الرياح الشديدة، كما حولت الرحلات الجوية المتجهة من كالفي إلى باستيا، وفق ما أعلنت إدارة المقاطعة.

وفي سويسرا، تسببت كيارا بمقتل شخص، ما يرفع عدد القتلى في أوروبا بسبب العاصفة إلى 8 أشخاص. وقتل الرجل البالغ من العمر 36 عاماً بعد اصطدام سيارته بمؤخرة شاحنة دفعتها الرياح قرب فريبوغ (غرب)، فيما رصدت إحدى كاميرات المراقبة في شوارع بريطانيا نجاة رجل من الموت تحت جدار ينهار بسبب سوء الطقس.

 

Email