أكلات فلسطينية لمقاومة المنخفضات
فطير السبانخ
تنوعت الطقوس والعادات الفلسطينية وتحديداً سكان قطاع غزة في فصل الشتاء الذي يمتاز بنكهة غير عادية بما يخص الطبخات والوجبات التي تعد مصدراً للدفء والطاقة والعمل الجماعي في جو يسوده السرور، ومن الأكلات التي تشكل طقساً جميلاً وسط الأهل وتفتح الشهية ولا تكلف كثيراً من المال في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، «فطير السبانخ».
وأينما يسير الغزيون في فصل الشتاء بين أزقة المخيمات والشوارع العامة، فإن أنوفهم لا تخطئ رائحة شطائر السبانخ، فتغريهم بطهيها لتكون إضافة نوعية على مائدة الشتاء.
السبانخ وفي هذا الوقت بالتحديد ومع المنخفضات الجوية له مذاق خاص عند سكان قطاع غزة، وهو من الأكلات الشعبية الفلسطينية التي يتم صناعتها والإقبال عليها في الشتاء وتكون حاضرة في كل بيت، أكلة شهية تحافظ على جمالها في ظل ثورة الطهي الحديث التي اجتاحت عالم الإنترنت، لما لها من قيمة غذائية تسهم في علاج العديد من الأمراض مثل الأنيميا وفقر الدم وأمراض العظام، كما أنها تساعد في خفض ضغط الدم وتقوية النظر، ويصفها سكان غزة بأنها «طعام الأبطال».
وتجتهد النساء في إعداد «فطير السبانخ» وسط مشاركة عائلية واسعة، حيث تنتشر رائحتها الزكية من جميع البيوت القريبة.
المسنة الستينية، أم العبد تقول لـ «البيان» إن الأرض الفلسطينية في فصل الشتاء تنتج الكثير من النباتات التي تستخدم في صنع أنواع مختلفة من الطعام، ومن أهم هذه الأكلات التي تحافظ على طهيها في هذا الفصل هي أقراص السبانخ بزيت الزيتون، وكذلك «الخبيزة» و«المسخن» و«المفتول» الفلسطيني، بالإضافة إلى الملفوف وورق العنب الذي يتم تخزينه في زجاجات لفصل الشتاء.
وتضيف: «لقد اعتدنا في هذه الأوقات أن نطبخ طعاماً تعودنا عليه من الآباء والأجداد، رغم أن جيل اليوم اعتاد على الوجبات الجاهزة والسريعة».
أما الأربعينية، أم عيسى فتقول إنه لا يكاد منزل يخلو من عمل «فطير السبانخ» في هذه الأجواء الباردة إضافة إلى العدس والفوارغ (الكرش)، حيث إن هذه الأكلات رئيسية على موائد فصل الشتاء، وذلك لأنها حسب تعبيرها «بتدفي القلب، وبترم العظم».
ووفقاً لـ «أم عيسى» فإنها نزلت إلى السوق واشترت كمية من أوراق السبانخ وقامت بتقطيعها وعمل أقراص السبانخ الشهية، مشيرة أنها لجأت إلى خبزها على فرن الطين وذلك ليس بسبب انقطاع غاز الطهي، ولكن لروعة مذاقها ونكهتها على فرن الطين.
