الدبلوماسية الفلسطينية في مواجهة إسرائيل وأمريكا معاً

ترامب ونتانياهو لحظة إعلان الصفقة.. تطابق شبه كامل | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ إعلان صفقة القرن في 28 يناير الماضي، باتت الدبلوماسية الفلسطينية وجهاً لوجه مع الطرفين الحليفين، إسرائيل وأمريكا، بعدما كانت الدبلوماسية الأمريكية داعمة لإسرائيل من الخلف.

ليس هذا فحسب، بل بات رئيس الوزراء الإسرائيلي أكثر «جرأة» في الحديث عن خطط إسرائيل، إن على صعيد ضم المستوطنات والأغوار، أو على صعيد التهديدات بشن عدوان جديد على قطاع غزة.

وبلغت الأمور بالجانب الفلسطيني، في هذا الظرف العصيب، أن تشطب أية إشارة إلى أمريكا أو صفقتها من مشروع قرار في مجلس الأمن، ولربما بدأت الإدارة الأمريكية تشعر بالحرج من تصريحات نتانياهو، وهذا ما لوحظ من انتقادات السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان لتصريحات نتانياهو عن إعداد خرائط للضفة تتضمن خطط الضم.

نتانياهو الذي يشعر بـ «أريحية» الدعم الأمريكي قبل الانتخابات الإسرائيلية الشهر المقبل، جدد أمس، تهديده بشن عدوان عسكري جديد على قطاع غزة. ففي الاجتماع الأسبوعي لحكومته قال: «لن أفصح في وسائل الإعلام عن جميع العمليات التي ننفذها وعن جميع المخططات التي نعدها».

رسم الخرائط

في الأثناء، ورداً على تصريح نتانياهو السبت بأن إسرائيل بدأت في رسم خرائط لأراضي الضفة الغربية المحتلة التي سيجري ضمها وفقاً لصفقة القرن، قال السفير الأمريكي إلى إسرائيل ديفيد فريدمان أمس، إن اتخاذ إسرائيل لخطوات أحادية لضم أراض بالضفة سيخاطر بخسارتها دعم الولايات المتحدة لتلك الخطط.

فريدمان كتب على «تويتر» أن «صفقة القرن» هي نتاج أكثر من ثلاث سنوات من المشاورات الوثيقة بين ترامب ونتانياهو وكبار المسؤولين في الطرفين.

لكن فريدمان وهو يبدو رافضاً رسم الخرائط من جانب واحد (إسرائيل)، لا يعني أن الفلسطينيين هم الطرف الآخر، إذ يقول فريدمان «على إسرائيل أن تستكمل عملية رسم الخرائط في إطار لجنة إسرائيلية أمريكية مشتركة.

أي إجراء من جانب واحد قبل استكمال العملية من خلال اللجنة سيهدد الخطة والاعتراف الأمريكي».ويبدو أن نتانياهو أحس بحجم الحرج الذي سببه لواشنطن، وهذا ما تبين من كلامه لمجلس وزرائه أمس، إذ قال إن «الاعتراف (الأمريكي) هو أهم شيء ولا نريد أن نجازف بذلك».

رد فلسطيني

وقال خلال التجمع الانتخابي «نحن ننتظر منذ 1967 والبعض يعتبر أن بضعة أسابيع أمر جلل».

وردت الرئاسة الفلسطينية على ذلك بتأكيد أنها لن تتعامل مع أي خرائط للسلام مع إسرائيل لا تقوم على الحدود المحتلة عام 1967. وقال نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة، في بيان، «إن الخريطة التي نعرفها هي خارطة دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ولن نتعامل مع خرائط غيرها».

حذف الإدانة

حجم الإحساس بثقل الدعم الأمريكي لإسرائيل دفع الدبلوماسية الفلسطينية للتكيّف مع المقاييس الأمريكية في مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي، حيث حُذفت إدانة صفقة القرن من نصّ تقرّر التصويت عليه في المجلس الثلاثاء المقبل، ويمتنع مشروع القرار عن ذكر الولايات المتحدة خلافاً لصيغته الأولى.

والنص الذي قدم للدول الـ 15 الأعضاء في مجلس الأمن السبت، حسب فرانس برس، ينص على أن «المبادرة التي تم تقديمها في 28 يناير 2020 بشأن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، تبتعد عن المعايير المتّفق عليها دولياً لحلّ دائم وعادل وكامل لهذا النزاع كما وردت في قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة».

وكانت صيغة معدلة لنص أول عرضت الجمعة وتتحدث عن مبادرة «قدمتها الولايات المتحدة». وشطبت هذه الإشارة من الصيغة الأخيرة التي تم تسليمها السبت غلى أعضاء مجلس الأمن الدولي.

وكانت الصيغة الأولى لمشروع القرار الذي قدّمه الفلسطينيون بواسطة تونس وإندونيسيا اللتين تشغلان مقعدين غير دائمين في مجلس الأمن، تؤكد أن مجلس الأمن «يأسف بشدة لأن خطة السلام التي قدمتها في 28 يناير الولايات المتحدة تنتهك القانون الدولي والمعايير المرجعية لحل دائم وعادل وكامل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني».

لكنّ تخفيف لهجة القرار الذي لا يزال يتضمّن إدانة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك في القدس الشرقية، ويؤكّد على ضرورة الحفاظ على خطوط التقسيم التي حددت في 1967، قد لا يكون كافياً لمنع الولايات المتحدة من استخدام حق النقض (الفيتو) خلال التصويت على النص.

وحذفت من النص المعدّل الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط «في أقرب وقت».

وبعد جلسة مجلس الأمن غداً الثلاثاء سيعقد عباس مؤتمر صحافياً في نيويورك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، وفق بيان للبعثة الفلسطينية في الأمم المتحدة.

Email