مبادرة جزائرية مرتقبة لحل الأزمة في ليبيا

حفتر خلال استقباله وزير الخارجية الجزائري في بنغازي | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمثل زيارة وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم إلى ليبيا حدثاً استثنائياً، باعتبار ما شهدته من نشاط تضمّن توجيه دعوة رسمية للقائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، لزيارة الجزائر.

سعى بوقادوم للاستماع لمختلف وجهات النظر، حيث اجتمع مع نظيره في الحكومة المؤقتة عبد الهادي الحويج، ورئيس الحكومة عبد الله الثني، ورئيس البرلمان عقيلة صالح، والقائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر وعدد من أعيان ووجهاء القبائل، ليعود إلى بلاده بصورة مكتملة عن موقف الطرف الفاعل على الأرض من خلال سيطرته على أكثر من 90 في المئة من البلاد.

رئيس مجلس النواب الليبي ثمّن اهتمام الجزائر ومساعيها لِلم شمل الليبيين ومساعدتهم في الوصول إلى حل ينهي الأزمة التي تمر بها بلادهم، مشدّداً على ضرورة تفهم الجزائر طبيعة الأزمة في ليبيا باعتبارها أزمة أمنية وليست سياسية، وأن مساعدة الليبيين تقتضي ضرورة نزع سلاح الميليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة المسيطرة على طرابلس، وبأن القوات المسلحة قادرة على استكمال تطهير البلاد من الجماعات المتطرفة والميليشيات وبسط الأمن والاستقرار في البلاد.

وخلال اجتماع مع أعيان ووجهاء القبائل قدّم وزير الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة المنبثقة عن البرلمان، عبدالهادي الحويج، شرحاً مستفيضاً لحقيقة الأزمة التي تمر بها ليبيا والجرائم والانتهاكات التي قامت بها الميليشيات بحق الليبيين من انتهاك لحرياتهم وحرماتهم، وتقويض العملية السياسية بانقلابهم على صندوق الانتخابات، وأنّ عمليات القوات المسلحة الليبية جاءت تلبية لنداءات الشعب الليبي لتخليصه من سيطرة وهيمنة الميليشيات.

إرادة شعبية

كما نقل الزعماء القبليون للوزير الجزائري، حقيقة الوضع الراهن ومعاناة سكان ليبيا من الجرائم التي اقترفتها الميليشيات، مؤكدين أنّ إقدام القبائل الليبية على إقفال النفط جاءت من إرادة شعبية بسبب سيطرة الميليشيات على مقدرات الشعب وصرفها على جلب المرتزقة والإرهابيين. وأشار زعماء القبائل، إلى أنّهم يقفون في خندق واحد مع مؤسساتهم الحكومية المتمثلة بمجلس النواب الليبي والحكومة المنبثقة عنه والقوات المسلحة العربية الليبية.

وشدد بوقادوم على أنّ وحدة وسلامة الأراضي الليبية من وحدة وسلامة الأراضي الجزائرية، متعهداً بنقل كل ما طرح خلال اللقاء للرئيس عبدالمجيد تبون وتضمينها في أي مبادرة مستقبلية ترعاها الجزائر.

وتناول لقاء بوقادوم مع حفتر، الأوضاع في ليبيا، حيث استمع الوزير الجزائري إلى مواقف ورؤى الجيش الليبي، وآخر التطورات الميدانية والسياسية، وتم التطرق إلى ما يمكن أن تقوم به الجزائر، واختتم اللقاء بنقل دعوة من القيادة الجزائرية إلى المشير حفتر لزيارة الجزائر.

تحوّل موقف

ووفق ما أكدته مصادر دبلوماسية لـ«البيان»، فإنّ زيارة وزير الخارجية الجزائري لشرق ليبيا جاءت لبلورة مشروع مبادرة جزائرية لحل الأزمة الليبية ينطلق من مبدأ وقف دائم لإطلاق النار، ورفض التدخل الخارجي، والدخول في حوار شامل بمسارين سياسي واجتماعي يكون للقبائل والفعاليات الشعبية دور مهم فيه.

ويرى مراقبون، أن زيارة بوقادوم لبنغازي تمثل تحولاً مهماً في الموقف من الوضع الليبي، وتشكل اختراقاً دبلوماسياً مهماً انطلاقاً من موقعها المؤثر في المنطقة وعلاقاتها المتميزة مع مختلف الأطراف، وقدرتها على ضمان مسار سياسي للحل يشمل كل الفرقاء.

Email