500 ألف نازح جراء تصاعد الأعمال القتالية

تركيا في إدلب لا نَجْدة من «ناتو»

دخان يتصاعد من بلدة النيرب جنولب إدلب جراء قصف شنه الجيش السوري | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

خففت تركيا من لهجتها التصعيدية في إدلب، أمس، بعد يوم من مقتل ثمانية من جنودها في قصف للجيش السوري ومطالبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من روسيا «التنحي جانباً»، ليتراجع عن هذه اللهجة متحدثاً عن ضرورة عدم الدخول في نزاع مع روسيا خلال هذه المرحلة وذلك بعد أن تبين مجدداً أن الدول الغربية في حلف شمال الأطلسي (ناتو) غير مستعدة للوقوف مع تركيا، ولو معنوياً، في أي تحرك لها داخل سوريا، حتى أن أي دولة عضو في «ناتو» لم تقم بإدانة مقتل الجنود الأتراك على أيدي الجيش السوري رغم الجهود التي يقودها المبعوث الأمريكي إلى سوريا، جيمس جيفري، لإبعاد أنقرة عن موسكو عبر مساندة الخطوات التركية في إدلب وشمال سوريا، إلا أن الدول الغربية أظهرت بشكل دائم عدم استعدادها للدخول طرفاً في أي صدام بين تركيا وروسيا، وهو درسٌ يتكرر على مدار سنوات من الصراع السوري وما شهده من توتر تركي روسي في مراحل مفصلية من الحرب السورية.

وقال الرئيس التركي، خلال لقائه مع عدد من الصحافيين أثناء عودته من أوكرانيا: «ليست هناك ضرورة للدخول في نزاع مع روسيا خلال هذه المرحلة، لدينا معها مبادرات استراتيجية جادة للغاية».

وتابع: «بالطبع سنجلس ونناقش كل شيء.

لكن دون غضب. لأن من يجلسون في غضب يخرجون بخسائر». وقال مسؤول أمني تركي إن الاشتباكات بين القوات التركية والقوات الحكومية السورية مستمرة بشكل متقطع حول سراقب التي تبعد 15 كيلومتراً شرقي مدينة إدلب.

حدود التعاون
وقال سنان أولجن وهو دبلوماسي تركي سابق يرأس مركز الدراسات الاقتصادية والسياسة الخارجية: «الآن نرى بوضوح أكبر حدود التعاون التركي الروسي في سوريا، والسؤال هو: هل وصلنا لمستوى مختلف من التصعيد، بالنظر للهجمات على قوات تركية؟.

لكن أولجن أضاف «تلك المرحلة لن تؤدي لشقاق دائم بين أنقرة وموسكو. ستجدان سبيلاً لتخطي ذلك... لأن الجانبين لا يزالان يعتمدان على بعضهما البعض» لاحتواء الموقف في إدلب.

وبعد يوم من التصريحات النارية التركية التي أوحت بقرب انهيار التفاهم مع روسيا حول سوريا، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تركيا لم تنفذ بعض التزاماتها «الأساسية» تجاه إدلب، داعياً أنقرة «للالتزام الصارم» و«بدون شروط» بالاتفاقات «الهادفة لحل المشكلة في إدلب جذرياً».

وقال قنسطنطين كوزاشيف البرلماني الروسي البارز إن موسكو قلقة للغاية بشأن الوضع في إدلب ووصفه بأنه «اختبار خطير لقوة الاتفاقات الروسية التركية القائمة».

أزمة إنسانية
وأدى تجدد القصف والقتال في إدلب إلى نزوح مئات الألوف من المدنيين. وقال الناطق الإقليمي باسم الأمم المتحدة ديفيد سوانسون إن 520 ألف شخص نزحوا منذ بداية ديسمبر الماضي. وأضاف أن 280 ألف آخرين يمكن أن ينزحوا من مراكز العمران قرب طريقين سريعين رئيسيين في المنطقة.

واقترب الجيش السوري من مدينتي سراقب واريحا في ريف إدلب الشرقي، وسط معارك عنيفة مع فصائل المعارضة.

وقال قائد ميداني يقاتل مع القوات الحكومية السورية «سيطر الجيش السوري على بلدتي مرديخ وتل مرديخ جنوب مدينة سراقب وأصبح على مسافة لا تتجاوز أربعة كيلومترات عن المدينة، كما تقدمت القوات التي سيطرت على بلدة النيرب جنوب غرب مدينة سراقب».

Email