الحوثيين.. تضليل إعلامي واسع

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد وسائط التواصل الاجتماعي والمواقع الاعلامية التابعة لميليشيا الحوثي ضخا كثيفا للشائعات والأخبار المفبركة مترافقة مع المواجهات العنيفة التي تشهدها جبهات (نهم، الجوف، مارب).

وتستند الميليشيات في ذلك على قرابة 8 قنوات فضائية، و 15 إذاعة محلية ووسائط التواصل من ( تلجرام، واتس، فيس، تويتر) وصحف ورقية، ومئات المواقع الإلكترونية، لتمرير الاخبار الملفقة وإيهام اليمنيين بمسار أخر للمعارك الدائرة، ورفع معنويات مقاتليهم ومناصريهم.

حرب موازية

كما تخوض حربا موازية في وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات عبر فرق تعمل برواتب، لبث الشائعات المنسقة الهادفة لزعزعة ثقة الناس بالجيش الوطني، والثناء على الميليشيات ودورها " الوطني "المزعوم في مواجهة" العدوان الخارجي. مستثمرة التقدم البطيء للجيش واشاعة ان هذه الدول تسعى الى تشطير البلاد وتقسيمها، وانهم وحدهم الضامن لوحدة البلاد.

تضليل

وبحسب وجهة النظر العسكرية، يقول العقيد عبدالباسط البحر الناطق الرسمي لمحور تعز العسكري، بأن ما يجري "دعاية وتضليل واسع، وحرب اعلامية ونفسية، وغسيل دماغ من قبل الميليشيات مستغلة الجهل المتفشي لإشاعات الاوهام والخيالات والاساطير والخزعبلات.

وفي حين ان ما يحسم المعارك عادة اكثر حتى من فاعلية السلاح، هو عدالة القضية، ووحدة الامر والقيادة، والهدف، ثم ارادة القتال أو (الروح المعنوية)، فإن المليشيات تشتغل على هذه الاوتار الحساسة ومع الاستمرار والمدى الطويل قد تحقق نتائجا، بينما تمنع عن مقاتليها بل عن المواطنين الواقعين تحت سيطرتها كل وسائل الاعلام الحرة، وتشن حربا على كل من يثير قضايا تمس المعركة مستخدمة أساليب الترهيب والارعاب ضد كل من يخالف السائد ولو لم يقتنع به، وتخلق عزلة حتى ونحن في زمن التواصل والقرية الواحدة.

إرباك

ويقول مصطفى الجبزي الكاتب والدبلوماسي اليمني المقيم في فرنسا لـ "البيان" ان المعارك الاخيرة رافقها ارباك اعلامي بسبب تضارب الأخبار، وعدم واقعيتها، بالإضافة الى غياب متحدث رفيع المستوى بشكل يومي يعطى المعلومة مصداقيتها وموثوقيتها، وهو ما خلق بابا واسعا للتكهنات وكذلك لأخبار يغذيها الحوثيون.

فجوة

ويشير إلى إن هذه الفجوة الإعلامية هي انعكاس لأداء الاطراف المنضوية في صفوف الحكومة والمتعارضة فيما بينها ما سهل نفاذ اخبار ملفقة او دعاية حربية حوثية".

غياب الموجهات

وساعد غياب الموجهات لدى اعلام الشرعية وتنوع مدارسها وفلسفة تعاطيها مع المشهد السياسي والعسكري، حسب الاعلامي فيصل الحذيفي في" التحقيق الجزئي لهدف الحوثيين وذبح الحقيقة قرباناً بين اثير وذبذبات وسائلهم المنتشرة.

ولكن "بالإمكان تدارك الامر وتحويل دفة المعركة الإعلامية من التلقي إلى الصناعة ومن الدفاع إلى الهجوم، ومن التفنيد إلى التنفيذ وهذا بين يدي وزير الاعلام وطاقمه ووسائل إعلام الشرعية بقنواتها ووسائلها المتعددة لتنفيذ خطة إعلامية تواكب الاحداث والتطلعات، لنكون جميعا على قدر من المسئولية أمام هذه المهمة الوطنية من تاريخ شعبناً".

Email