مصطفى 3 أشهر في رحاب «التحرير»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثارت السرعة الفائقة في إعادة نصب خيام بديلة للخيام المحروقة، استغراب ودهشة المراقبين للتظاهرات والاعتصام في ساحة التحرير وسط بغداد، إذ أعاد المتظاهرون الوضع إلى ما كان عليه وأصلحوا الأضرار التي لحقت بالساحة بعد مهاجمتها فجر 25 يناير، وأعادوا المكان إلى أفضل مما كان عليه في السباق.

ويقول الناشط المدني مصطفى إبراهيم، المرابط في ساحة التحرير منذ نحو ثلاثة أشهر، بعد تركه مدينته في محافظة واسط ومشاركته في تظاهرات بغداد: «العمل الإداري هنا لا يعني الأمور التنظيمية والحياتية فقط، وإنما التحرك والتوجّه حيثما يتطلب العمل الميداني، وقد قدمنا الكثير من القتلى والجرحى، وما زلنا نتقدم في خط التصدي عندما يتطلب الموقف ذلك».

ويشير إبراهيم إلى أنّ متظاهري ساحة التحرير تعرضوا مرات عدة لهجمات بسيارات مفخّخة وعبوات متفجرة وصوتية، الأمر الذي يستلزم منهم إعادة تنظيم الصفوف وإصلاح الأضرار في أسرع وقت ممكن، بالتعاون مع الكادر الفني والدعم اللوجستي.

تجهيز خيام

ويلفت مصطفى إبراهيم إلى أنّ فريق الدعم اللوجستي كان سبّاقاً في الاتصال بالمعامل والورش الداعمة، خارج ساحة الاعتصام، لتجهيز المواد الأولية، مثل الأعمدة والقماش الخاص بالمخيمات، مشيراً إلى أنّه تمّ إدخال ماكينات خياطة لصناعة الخيام الجديدة، وفق ما خطط له الكادر الإداري.

ولعل ما استرعى انتباه مصطفى، أنّ عدداً من المجهزين بالمواد الأولية، أرسلوا معها متطوعين متخصصين بتصنيع ونصب الخيام، الأمر الذي أسهم بشكل فعّال في إنجاح العمل في أسرع وقت، مردفاً: «الشعب بمختلف أطيافه متعاون معنا، ومنه النسوة اللواتي تطوعن للتنظيف وإعداد الطعام وتوزيعه على المتظاهرين، غير مباليات بحملة القمع والإرهاب».

دعم لكل الساحات

ويمضي الناشط مصطفى إبراهيم إلى القول، إنّ الدعم اللوجستي كان له تأثير كبير على معنويات المتظاهرين والمعتصمين، لاسيما عندما يرون النسوة والفتيات، وهن يقتحمن المخاطر، ليقدمن ما يستطعنه لساحة التحرير التي تعرّضت للهجوم، فضلاً عن انكشاف من حاولوا ضرب الثورة من الداخل، وكان الرد عليهم بالدعم والتكاتف الذي أظهره المعتصمون في ساحة التحرير. وأكّد مصطفى، أنّ كل ساحات الاعتصام والتظاهر في العراق، تحظى بنفس الدعم الشعبي، الذي يؤكد حتمية انتصار الثورة النظيفة.

Email