أمراء حرب ليبيا بجوازات تركية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن ضابط الجوازات في مطار قرطاج الدولي، يظن أن الشخص الذي أمامه وهو تركي الجنسية هو نفسه أخطر المطلوبين للسلطات التونسية وتلاحقه عدة تهم، ويرتبط اسمه بأعمال وحشية، غير أن شكوكاً انتابته بعد أن بدا حامل الجواز التركي، قلقاً ومتوتراً بعض الشيء، بحسب مصادر في المطار، مما دفعه إلى الطلب من قوات الأمن إحالته إلى المزيد من الفحص والتدقيق قبل أن يسمح له بالدخول إلى تونس، وما أن شرعت الأجهزة الأمنية في فحص هوية الرجل حتى تبين لها أنها أمام أحد أكبر قادة ميليشيات الزاوية، ويدعى فراس الوحيشي.

ويعد الوحشي مطلوباً لدى السلطات التونسية لكونه متهماً في قضايا متعلقة بعلاقاته مع شبكات دولية لتجارة الأسلحة والبشر، إلى جانب تزعمه لعناصر مسلحة في ليبيا.

وتضع السلطات التونسية في قوائم الانتظار بمنافذها البرية والبحرية والجوية لائحة بأسماء عدد من أمراء الحرب الليبيين من المطلوبين لديها أو لدى جهات دولية.

ووفق مصدر مطلعة، فإن الوحشي تقدم إلى موظفي الجوازات في مطار تونس قرطاج الدولي بجواز سفر تركي في محاولة منه للتغطية على شخصيته الحقيقية، ليتم تحويله إلى الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب في تونس لاتخاذ التدابير اللازمة في شأنه.

ووفق مصادر ليبية، فإن المئات من أمراء الحرب وقادة الميليشيات وعناصر الجماعات الإرهابية والمتورطين في جرائم الإرهاب والتهريب والاتجار بالبشر، حصلوا على جوازات سفر تركية مستفيدين من القانون الصادر عن حكومة أنقرة في العام 2018 والذي يتيح الحصول على الجنسية التركية مقابل استثمار عقاري بقيمة 250 ألف دولار، بدلاً من مليون دولار.

وأكدت المصادر أن المبلغ المطلوب يعتبر صغيرا بالنسبة لقادة الميليشيات في غرب ليبيا الذي تحولوا إلى أصحاب ثروات ضخمة خلال السنوات الماضية، والذين حولوا أغلب أموالهم إلى تركيا لشراء مساكن ومزارع ومحلات تجارية وللحصول على الجنسية والجواز التركي.

ويحيط الغموض بعدد من قادة الميليشيات الذين يقاتلون ضمن صفوف حكومة السراج، اذ يتحرك معظمهم بجوزات اجنبية أو اخرى مزورة ولايفضلون التحرك بهوياتهم الحقيقية أما خوفاً من ملاحقات قانونية لجرائم ارتكبوها في السابق، وفي دول الجوار او خوفاً من الانتقام من بعض الذين اجرموا في حق اهلهم وقبائلهم.

Email