فلسطين.. «باص» يجلب الدفء لأمعاء وبطون الفقراء في غزة

باص الدفا يتجول في أرجاء القطاع البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

ظهر في قطاع غزة وفي ظل الأجواء شديدة البرودة «باص الدفا» وهو فكرة شبابية بامتياز تقوم على العطاء ودون أي مقابل، مبادرة جميلة تهدف لنماء ورفعة المجتمع، وتحرص في مجملها على مساعدة الفقراء والمعوزين، والنهوض بهم وتقديم يد العون لكل صاحب حاجة في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وجلب السعادة والدفء لقلوب الفقراء المهمشين في الأحياء النائية وأزقة مخيمات اللاجئين في قطاع غزة.

«باص الدفا» فكرة شبابية جاءت لتُشكل طوق نجاة للفقراء الجوعى وللأسر المتعففة التي انقطعت بهم سبل العيش الكريم، نتيجة الحصار الإسرائيلي والإنقسام الفلسطيني الذي بدّد أحلامهم في غزة على وجه الخصوص.

وفي مكان نظيف ينهمك أصحاب هذه المبادرة بالعمل بعد أن تم تقسيمهم إلى مجموعات، واحدة منهمكة في تجهيز الخضار وتقطيعها، وأخرى تقوم بإعداد الوجبات والشوربات الساخنة، وعند عملية التجهيز يتم وضع ما تم طهيه وتجهيزه من وجبات شتوية من عدس وبازيلاء ومجدرة ورز وفاصولياء وجريشة في «باص الدفا» حتى يتم توزيعها على الفقراء في المناطق النائية.

«براء خويطر» أحد القائمين على هذا المشروع الإنساني يقول نشعر بسعادة شديدة ونحن نرسم الفرحة على وجوه الفقراء والمحتاجين، منوهاً أن هذه المبادرة هي تطوعية وليست ممولة من أي جهة كانت، ويتكون الفريق من مجموعة من الشباب والفتيات وهم يعملون دون مقابل أو أجر. مضيفاً أن هذا الفريق الشبابي المبادر واجه عراقيل في بداية هذا المشروع الإنساني، وبعد رواج الفكرة على وسائل التواصل الاجتماعي نالت قبولاً وتشجيعاً من الغالبية العظمى على مواصلة هذه الفكرة .

وأكد خويطر أن عدداً كبيراً من الشباب الغزي استجاب لهذه الفكرة وقاموا بتقديم خدماتهم كمتطوعين، منهم من وفر المكان ومنهم من وفر سيارة نقل الطعام ومنهم من وفر الأواني والمعدات، بينما تشارك الجميع في توفير المستلزمات الأساسية لإعداد الوجبات.

أما «حنين زقوت» وهي من القائمات على هذه المبادرة تقول إن هذه المبادرة هي إنسانية بحتة نستهدف فيها الفئات الأكثر فقراً في قطاع غزة، وعن الوجبات التي يقدمها «باص الدفا» تقول حنين إن المبادرة تقوم بتقديم ما يعادل 200 وجبة طازجة بشكل يومي، مشيرة إلى أن فريق «باص الدفا» يسعى لتوسيع المبادرة لتشمل القطاع من رفح وحتى بيت حانون.

%45

تشير النتائج التي خلص إليها استطلاع إنفاق واستهلاك الأسرة إلى زيادة معتبرة في معدلات الفقر في قطاع غزة: من 38.8 في المئة في العام 2011 (المرة السابقة التي جرى قياس الفقر فيها) إلى 45 في المئة نهاية العام 2019.

وقد أدّت التقلبات الشديدة التي عصفت باقتصاد قطاع غزة، والتي اتصفّت بفترات قصيرة من النمو وأعقبتها فترات طويلة من الكساد المستشري، إلى ارتفاع معدلات الفقر في القطاع، على نحو ما تعكسه البيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. وقد تمخض هذا الوضع عن ارتفاع معدلات البطالة. (غزة- البيان)

Email