سوريا

سقبا.. مدينة بنادي غينيس تحلم بالعودة إلى مجدها

سقبا

ت + ت - الحجم الطبيعي

في قبو لأحد الأبنية النصف مهدمة، أحضر سامي مستلزمات حرفته القديمة، وأسس ما يشبه الورشة له لتقديم خدمات صيانة المفروشات للعائلات التي عادت لمنطقة سقبا، وبعض القرى المجاورة بعد سنوات من الحرب.

يوضح سامي بأنه قرر العودة لحرفته الأساسية بعد سنوات من العمل بمهن لا يتقنها كسائق تاكسي، أو نادل في مطعم وأحياناً عامل في مجال البناء، ويتابع بأنه اضطر للقيام بهذه الأعمال لتأمين مستلزمات الحياة بعد التهجير وتوقف عمله.

قبل عام 2011 كان سامي ومختلف أفراد عائلته يملكون ورشات لصناعات المفروشات، بالإضافة لصالات لعرض منتجاتهم، وكانت سقبا من أشهر مناطق صناعة وبيع الأثاث المنزلي والمكتبي، حتى أنها عرفت بتسمية «عاصمة المفروشات»، ودخلت سجل غينيس للأرقام القياسية، كأكبر تجمع لصالات المفروشات في مكان واحد في العالم، لكن الوضع لم يبق على ما كان بعد اندلاع الحرب وتعرض المنطقة للحصار لسنوات، وكان من نتيجة ذلك هجرة المئات من الحرفيين ومقتل نسبة كبيرة منهم، بالإضافة لتهجير من بقي في الداخل السوري وامتهانهم مهناً متعددة.

يحاول سامي التكيف في عمله الحالي مع ساعات انقطاع الكهرباء الكثيرة، ويشير إلى أنه يملك رغبة كبيرة للعمل ثانية بمجال تصنيع المفروشات، ك

حرق المفروشات

وفي ورشة مجاورة يجلس أبو خالد وهو رجل خمسيني، أخبرنا بأنه يأتي كل صباح لورشته رغم معرفته المسبقة بعدم وجود أي حركة بيع أو تصليح، لكنه يأمل أن تتحسن الأوضاع وتعود كما كانت قبل الحرب، ويضيف بأنه يشعر بالحزن كلما تذكر بأن مفروشاته التي كانت موجودة في مستودعاته تحولت خلال سنوات الحرب لحطب.

يقتصر عمل أبو خالد على الورشة شبه المتهدمة التي بقيت له، في حين خسر صالتي عرض كبيرتين كانتا ممتلئتين بالمفروشات.

مجرد أجير

وفي دمشق، قرر محمد البقاء وعدم العودة لسقبا ثانية، ويقول بأنه بعد دخول الجيش، والسماح للمدنيين بدخول القرية ثانية، قرر زيارة منزله وورشته التي ورثها عن والده، وصدم لحجم الدمار.

سقبا التي دخلت موسوعة غينيس العالمية للمفروشات، الآن تلملم بقايا صالات مفروشات أجهزت عليها الحرب، لكنها ومع ذلك تحاول أن تضع نفسها على خريطة الأمل للعودة إلى ما سبق.

5

مدينة سقبا السورية معروفة بموقعها الاستراتيجي، حيث ترتبط بخمس مدن في الغوطة، هي كفربطنا، جسرين، حزة، حمورية، والإفتريس، كما أنها المدينة الوحيدة التي تضم محولة كهرباء في القطاع الأوسط من الغوطة، فضلاً عن أنها تحوي مقسماً للاتصالات الأرضية.

سكان الغوطة حافظوا على محولة الكهرباء، والمقسم، وعملوا على حمايتهما من السرقة، كما قاموا بتشغيل المقسم بوساطة ألواح الطاقة الشمسية.

وحظيت مدينة سقبا بالاهتمام الأكبر بالنسبة لعمليات إعادة الإعمار، وترميم المنازل، وتشغيل الأفران، وعودة الكهرباء للعديد من أحيائها. (دمشق- البيان)

Email