تقارير «البيان»

لبنان في عين عاصفة عقوبات حزب الله

ت + ت - الحجم الطبيعي

بالتزامن مع انقضاء يوم آخر من أيام المخاض الذي يعيشه تحالف قوى العهد و«8 آذار» لتجاوز تعقيدات «اللون الواحد»، التي لا تزال تحول دون ولادة حكومة حسّان دياب، انشغل الداخل اللبناني بالخطوة البريطانية التي لها أكثر من دلالة والتي تمثلت بإعلان وزارة المال البريطانية إدراج حزب الله بكل أجنحته على لائحتها للتنظيمات الإرهابية، ما جعل الحزب خاضعاً لمقتضيات تجميد أصوله في المملكة المتحدة.

ألقت العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة البريطانية على حزب الله عامل إرباك إضافياً للمشهد.

ولعل ما زاد من حدة الارتباك الداخلي، الأحاديث السياسية والدبلوماسية التي توالت في الساعات الماضية، وتحدثت عن سيناريوهات لعقوبات غربية جديدة، ذلك أن ما تريده واشنطن هو توجيه رسائل ليس لحزب الله فقط بل لحلفائه اللبنانيين بأن لا استثناء ولا حصانة لهم في أي عقوبات محتملة، ورسالة أخرى إلى الأوروبيين تحضّهم فيها على عدم التفرقة بين الجناحين العسكري والسياسي للحزب.

عاد شبح العقوبات الغربية بتصنيف الخزانة البريطانية حزب الله بالكامل منظمة إرهابية، لاغية بذلك الفصل بين جناحه العسكري والسياسي، على غرار ما ذهبت إليه الولايات المتحدة.

ويأتي القرار البريطاني من حيث توقيته وغاياته ومراميه، في سياق دولي متكامل، مندرجاً في سياق الحرب المفتوحة بين إيران وحلفائها في المنطقة من جهة، وبين المجتمع الدولي من الجهة المقابلة، ما يعني أن لبنان لا يزال في عيْن العاصفة، وأن الآتي قد يكون الأصعب، باعتبار أن هذا التصنيف ورغم أنه لا يُلزِم أيّاً من دول المجتمع الدولي لأنه غير صادر عن مجلس الأمن، إلا أنه يأخذ مدى واقعياً، إذ ستتعامل معظم الدول مع لبنان مع أخذه بعين الاعتبار، بما أنه صدر عن مؤسسة عالمية كوزارة الخزانة البريطانية.

قلق

وفي انتظار تجلّي معالم المرحلة المقبلة، برز قلق استثنائي حيال تداعيات ما سيحدث، بسبب التعاطي مع إيران وحزب الله على أساس كيان واحد، بما يجعل ‏الوضع أكثر دقة للبنان والذي دخل في مرحلة ترقب لما سيكون عليه الوضع من انعكاسات وتداعيات عليه، وذلك في خضم الأجندة الأمريكية المعلنة، الهادفة من جهة لبناء الأسس مع الدول الحليفة لواشنطن حول كيفية مواجهة الخطر الإيراني، ووقف تمدّد نفوذ إيران في المنطقة، والضاغطة من جهة ثانية على حزب الله الذي أعلنت الإدارة الأمريكية أنها تُحضّر لمزيد من العقوبات عليه في سياق خطتها الهادفة للتضييق على الحزب وخنقه سياسياً ومالياً.

قاسم مشترك

ولعل القاسم المشترك لدى رعاة لبنان الدوليين، العرب والغربيين، تشديدهم على ضرورة وقوف لبنان على الحياد في الصراع المحتدم في المنطقة، والتقيّد بسياسة النأي بالنفس، إذ إن اختلال التوازن على الساحة اللبنانية لصالح محور إقليمي هو إيران، على حساب آخر، هو الخطر الأكبر على استقراره ومصيره، ليس فقط على المساعدات المخصّصة له.

ويشدّد مراقبون لـ «البيان» على ضرورة أن تكون الدولة اللبنانية سيّدة قرارها، وأن تملك هي لا سواها قرار السلم والحرب، بمعنى أن وضع قطار الاستثمارات المرجوّة على السكة الصحيحة يتطلب، تجديد الدولة اللبنانية ما كانت تعهّدت به سابقاً، فيما يتعلّق بالحياد والقرارات الدولية والإصلاح.

Email