إضـاءة

فلاح حسن... علم العراق فوق الأعناق

الفتى فلاح حسن

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم ييأس الفتى فلاح حسن، من أهالي محافظة الديوانية، جنوبي العراق، عندما فقد يديه، وعلى الرغم من تحدثه عن تدني مستوى الطب، في محافظات جنوبي العراق، خصوصاً، يشير إلى أن هذا «قَدَره»، وأنه يجب أن يتقبل الحياة بهذا الشكل، ويتكيف معها، مع تنامي طموحه بمستقبل أفضل.

يقول فلاح، إن أصدقاءه وأقرانه كلهم يشاركون في الاعتصامات والتظاهرات الوطنية، وهو ليس أقل حماساً منهم، لذلك أثار دهشة المتظاهرين، وأبناء مدينته، وهم يرونه حاملاً العلم العراقي، في عنقه، ويتقدم الصفوف في التظاهرات، رافعاً صوته بأعلى نبراته، من أجل عراق حر جديد. ويضيف «قد يكون الأمر صعباً بالنسبة لكل من يرى المشهد»، إلا أنه لا يرى صعوبة في ذلك، حيث اعتاد الاستغناء عن يديه تدريجياً في الكثير من الأمور الحياتية، حتى تمكن من الكتابة والرسم وتناول الطعام بأصابع قدميه، والفضل في ذلك يعود إلى والديه وإخوته، الذين يؤكدون بدورهم أن الفضل له، ولإصراره على معايشة واقعه بأفضل شكل ممكن. ويوضح الفتى فلاح حسن، وهو يبتسم، أنه متفائل جداً بمستقبل العراق، وبهذا الجيل الجديد الواعي، والمتحمس لبناء وطن يسعد جميع أبنائه الطيبين. فيما يرى أقرانه أنه ليس فتى اعتيادياً، بل هو ملهم للشباب في كيفية تحدي الظروف الصعبة، وفي أداء واجبه الوطني، وخصوصاً عندما يقول «ليس لدي يدان، ولكني أمتلك لساناً وفماً، وأستطيع أن أصرخ بوجه الظالمين كفى تجاوزاً على شعبنا المظلوم».

وعن كيفية تمكنه من استخدام أقدامه بمكان يديه، يضحك، ويقول «ألا تروني أستخدم عنقي أيضاً بمكان يدي في رفع علم العراق»، مشيراً إلى أن "للإنسان طاقات غير محدودة لو فكر في استخدمها والتعود عليها وتطويرها، ولهذا أنا متفائل بثورتنا وبحتمية انتصارها، ما دام هناك إصرار على ذلك، وما دامت أساليب إخوتي المتظاهرين في تطور مستمر، وتماسكهم يزداد متانة وهم يقاومون السياسات الرجعية.

Email