تقارير «البيان»

مباحثات موسكو.. انهيار سريع للقاء متسرّع

حفتر يصافح وزير الدفاع الروسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن الانهيار السريع للمفاوضات التي احتضنتها موسكو، بين قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوفاق فائز السراج، مفاجئة للكثير من المراقبين الروس رغم تصريحات لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، سبقت اللقاء، أوحت بقرب التوقيع على وقف إطلاق النار، إلّا أنّ المشير خليفة حفتر طلب وقتاً إضافياً، قبل أن يعلن رفضه التوقيع على نص الاتفاق باعتبار أنّه لم يأخذ بعين الاعتبار النقاط الرئيسية للجيش الوطني، وتجاهل الكثير من المطالب التي قدمها.

ليست هي المرة الأولى التي تحاول فيها موسكو جمع الفرقاء الليبيين، إلّا أنّ وجود عقدة التأثير الخارجي، أحبط محاولات تأمين أرضية مشتركة للحل، ما برز واضحاً في حديث المشير حفتر للطرف الروسي، بأنّ أنقرة لا تعد وسيطاً دولياً وحيادياً، وأنّها متورطة وبشكل واضح في دعم الميليشيات وإرسال المتطرفين إلى ليبيا.

ويرى الباحث بمعهد العلوم الاجتماعية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، سيرغي ديميدينكو، أنه وأياً يكن الوسيط بين الفرقاء الليبيين، فإنّ التوقيع على الوثيقة المطروحة لا يعني أنها ستصمد طويلاً أمام امتحان الزمن، باعتبار أنّ حكومة الوفاق لا تملك قرارها المستقل بارتمائها في حضن المصالح التركية، الأمر الذي تجلى واضحاً في توقيع مذكرة التعاون في مجالي الأمن، وتحديد مجالات الصلاحية البحرية، الذي انتهك السيادة الليبية وعرض مصالح بلدان مجاورة للخطر، على حد قوله.

وذهب ديميدينكو، إلى أنّ أردوغان نفسه ليس معنياً بتحقيق السراج نصراً حاسماً، باعتبار أنّ الأخير سيكون في هذه الحالة مهتماً بشكل أكبر بعلاقات مع القادة الأوروبيين، وليس مع أردوغان، فيما لن يقبل حفتر التوقيع على الاتفاق والسماح باستخدام ليبيا لضرب المصالح الليبية ومصالح الدولة المجاورة لصالح الأجندة التركية.

دور روسي

بدوره، يوضح الباحث بمعهد الدراسات العربية والإسلامية، بوريس دولغوف، أنّ روسيا رغم فشل لقاء حفتر - السراج، يمكن أن تلعب دوراً أكبر في ليبيا، لامتلاكها خبرة كبيرة في الملفات الشرق أوسطية، برزت في مقاربة الأزمة السورية، وتوجيه دفة الأحداث نحو الحفاظ على بنية الدولة، لافتاً إلى أنّ موسكو تمسك بأوراق قوية في مساعدة الليبيين على الخروج من أزمتهم.

Email