سوريا.. التكية السليمانية موروث عتيق مُهمَل بانتظار من يرممه

التكية السليمانية | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعرضت المناطق الأثرية في سوريا، خلال سنوات الحرب المستمرة منذ عام 2011، إلى أضرار كبيرة، إما لوقوعها في مناطق العمليات العسكرية، أو بسبب الإهمال وتراجع الاهتمام بالقطاعين السياحي والثقافي. من هذه الأماكن، التكية السليمانية، في العاصمة دمشق.

في حال حطت رحالك عند التكية السليمانية ستجد السرور بادياً على ملامحك، وأنت ترى من بعيد بناء ذا شكل غريب لا يشبه وجه دمشق وعمارتها، وإنما يشبه وجه إسطنبول بشكل كبير، ولكن البهجة ستزول بالتدريج بمجرد الاقتراب من المكان أكثر، والنزول عبر درجاتها الحجرية العريضة، والتي تفضي إلى ممر طويل، تنتشر المحلات التجارية على صفيه، مقدمة منتجات من التراث الدمشقية القديم مثل الموزاييك والنحاسيات وغيرهما، وسيلفت نظرك الإهمال البادي في المكان بشكل واضح.

اللافت هنا الشكل الغريب الذي باتت تتمتع به الأرضية، إذ توجد انتفاخات تحتاج لحلول إسعافية وعدم تركها بوضعها الحالي، كي لا تشمل أرضية الموقع بالكامل، كما أن بركة التكية (البحرة) فقدت مياهها هي الأخرى، وأصبحت مرتعاً للأوساخ والغبار وطبعاً للقطط المدللة الشهيرة في هذا المكان.

وفي الطرف الأخر للتكية ستجد ساحة كبيرة في وسطها بحيرة ضخمة جداً، ما زالت (أي الساحة) مغلقة منذ ما قبل الأزمة، حينما تعهدت تركيا بترميمها عام 2009 بكلفة تقديرية 20 مليون دولار، ثم انقطعت العلاقات السياسية بين البلدين بسب الحرب، ولا يسمح اليوم لأي شخص بدخول المكان، وباتت مقتصرة على الدجاج والبط.

ويعود بناء التكية السليمانية إلى عهد السلطان العثماني سليمان القانوني، الذي أمر ببنائها عام 1554، في الموضع الذي كان يقوم عليه قصر الظاهر بيبرس المعروف باسم قصر الأبلق.

تمتد التكية على مساحة 11 ألف متر مربع، وشيدها المعماري الشهير سنان، وأشرف على تنفيذه الذي استغرق 6 سنوات المهندس ملا آغا، أما المدرسة الملحقة بالتكية فقد بُنيت سنة 1566، وتُقسم التكية إلى قسمين: الأول؛ التكية الكبرى، وتضم مسجداً ومدرسة، والثاني التكية الصغرى وفيها حرم للصلاة وباحة واسعة تحيط بها أروقة وغرف تغطيها القباب. وكانت التكية الصغرى مأوى للغرباء وطلبة العلم والفقراء، وتضمّ اليوم المتحف الحربي السوري وسوق الحرف اليدوية.

Email