قصة خبرية

رسومات ناجي العلي مازالت تنبض بالحياة

ت + ت - الحجم الطبيعي

فنان استطاع بريشته وحبره ورسوماته أن يحاكي واقع المظلومين والفقراء، استطاعت رسوماته أن تصل للعالم أجمع وأن تكون منبراً صريحاً وواضحاً في نقل القضية الفلسطينية وما يحيطها من تفاصيل، رسم اكثر من 15 ألف عمل فني غير تلك التي منعتها الرقابة وبقيت حبيسة الرفوف، وعرضت أعماله في بيروت ودمشق وعمان وفلسطين والكويت والشارقة وواشنطن ولندن، أسر عقول الناس وقلوبهم وبخاصة في المشرق العربي لأنه يعبر عنهم وعن معاناتهم ويرفض الفساد و التسوية الاستسلامية مع الصهاينة، ابتكر شخصية «حنظلة» ذاك الطفل المملوء بالشوك الذي ينظر بألم لما يجري حوله.

حمودة فنان أخذ على عاتقه منذ اغتيال ناجي العلي أن يحافظ على مجهوده، ففي المعرض 200 لوحة تحمل رسومات في غاية الأهمية وتتناول قضايا مختلفة من بينها الفساد والرشوة والذكورية وغيرها من القضايا الشائكة، يضيف: ناجي خرج من قرية الشجرة وعمره اقل من 12 عاماً وشهد بأم عينيه النكبة الفلسطينية، لم يكن يقبل الصمت أو المجاملة على حساب الشعوب العربية، كان مقتنعاً حد اليقين أن العلاقة مع العدو الصهيوني هي علاقة صفرية وانه لا حلول إلا بالقوة.

هو فنان لا غنى لأي مثقف عربي عنه. رغم وفاته منذ اكثر من ثلاثين عاماً إلا أنّ رسوماته مازالت تنبض بالحياة، فالحال لم يتغير كثيراً، وبوصلة القضايا واحدة تتجه نحو حاجتنا للعدل والحرية والإنصاف. في العاصمة الأردنية عمان يوجد معرض ثابت للوحات ناجي العلي يحوي عدداً كبيراً من اللوحات التي بعضها نسخة أصلية وأخرى شبيهة للأضل،

يقول حمودة لـ «البيان»: ناجي العلي لم يكن فناناً عادياً وإنما وصل العبقرية في رسمه قضايا كثيرة، ولم يكتف بالرسم وإنما حملت هذه الرسومات القدرة على التحليل وتوقع المستقبل، بوصلة جميع الرسومات تؤمن بأهمية الوحدة العربية والتحرير، وأن لا صلح أو تفاوض مع العدو الصهيوني، هذا الفنان يستحق أن يبقى أثره ظاهراً من جيل لآخر.

يواصل حمودة: لقد أصدرنا له أول كتاب بعنوان «الهدية لم تصل بعد» أي أن فلسطين لم تتحرر بعد، وسأركز إلى وصول أعماله إلى اكبرعدد من المهتمين، اطلقنا سابقاً معرضاً في مناطق 1948، وأيضاً في الرقة في سوريا، والتوجه المستقبلي سيكون لمصر ولبنان، فهذا الفنان معبر عن الكادحين وميزة رسوماته أنها للعامة والمثقفين، في حين أن غيره فقط يرسم للنخب، جميع العالم يقدر رسوماته وينظر لها بكل احترام.

Email