قصة خبرية

عايش خضيري.. شاهد حي على تاريخ المخا

ت + ت - الحجم الطبيعي

سبعون عاماً من العمل لم توهن عزم الحلواني عايش خضيري (90 عاماً)، إذ بدأ ممارسة مهنته في «محلاية» صديقه أحمد الزبيدي بمدينة المخا القديمة مع بداية النصف الثاني من القرن العشرين، وخلال هذه الفترة الزمنية مرت المدينة واليمن عموماً بأحداث كثيرة كان عايش شاهداً عليها، وكانت محلاية الزبيدي التي يعمل بها، مزاراً قدم إليه أبرز زعماء اليمن وتذوّقوا الحلاوة المخاوية بينهم الإمام أحمد حميد الدين، ومن بعده الرئيس عبدالله السلال أول رئيس لليمن بعد قيام الجمهورية، وانتهاءً بعلي عبدالله صالح.

ظل عايش وفياً لمهنته ولصديقه أحمد الزبيدي الذي وافته المنية قبل ثلاثين عاماً، واستمر بالعمل في المصنع الصغير مع يوسف الزبيدي ابن صديقه أحمد، وبعد وفاة يوسف انتقل المصنع للأحفاد وانتقل معه «المعلم الكبير» كما يصفونه هنا، للعمل مع الجيل الثالث.

«عملت مع جدهم ووالدهم والآن أعمل معهم»، هكذا يختصر عايش سيرته المهنية لـ«البيان». ويضيف مازحاً: «ولو طال بي العمر سأعمل مع الجيل الرابع الذي سيرث المصنع».

ذاكرة المدينة

تعلّق عايش بمدينته الساحلية الصغيرة كتعلقه بمهنته، إذ لم يفارقها إلا قليلاً، فالمخا هي «مخ اليمن» حسب وصفه، ورغم تقدمه في العمر لا يزال يحفظ صوراً حية للمدينة بذاكرته القوية، حيث يصف مظاهر الحياة فيها سابقاً وكيف تميزت بأسلوب معماري خاص بها ورفاهية في العيش وتعدد الأعراق الذين سكنوا بها أو أقاموا فيها لوقت محدود، من الهنود والأتراك والأفارقة الذين لا تزال بقايا قصورهم ماثلةً حتى اليوم، وبعضها تحوّل إلى ركام ينتظر من يرممه ويعيد له مجده الماضي.

ويندب عايش حظ مدينته الآن وما آلت إليه حصونها وبيوتها العتيقة من خراب بسبب الحروب وإهمال الحكومات المتعاقبة.

ويشير إلى أن الطراز المعماري الخاص بالمخا، بالإضافة إلى شهرتها كأول ميناء يصدر القهوة للعالم، كان يجذب إليها قوافل السياح على مدى أعوام كثيرة، وكانوا يأتون إليه لتناول الحلوى والتقاط الصور.

سر البقاء

صناعة الحلوى المخاوية واحدة من الحرف التقليدية الباقية في المدينة التي ما زالت تقاوم للحفاظ على مكانتها وطريقة تحضيرها المتوارثة التي تؤهلها لتكون ماركة خاصة بالمخا «موكا سويت»على غرار موكا كوفي. وتتكون الحلوى المخاوية من اللوز أو «حب العزيز» بشكل أساسي، إذ يتم طحنه وعجنه بزيت السمسم، ويضيف كل حلواني نكهاته الخاصة به وخلطاته المبتكرة (سر المهنة) التي تميزه عن غيره.

Email