الاحتلال يُرهب الأطفال الفلسطينيين في القدس

ت + ت - الحجم الطبيعي

وثق تقرير نشرته صحيفة «هارتس» الإسرائيلية، نقلاً عن منظمات حقوقية، عمليات الاعتقال الليلية العنيفة والتحقيق مع القاصرين، منذ بدء شرطة الاحتلال باستهداف حي العيسوية في القدس، فقد تم اعتقال أكثر من 600 شخص في البلدة ثلثهم من القصَّر، وبعضهم أقل من 12 سنة، في وقت أثار قرار قوات الاحتلال نقل عشرات الأسرى الأطفال دون ممثليهم البالغين من سجن إلى آخر موجة غضب لدى الأسرى الفلسطينيين.

وحسب ما وثقته الصحيفة، فإن جل الاعتقالات والتحقيقات تعتبر مخالفة للقانون، إذ تُظهر سجلات الاعتقالات والشهادات كيف يتم اقتياد القاصرين، بعضهم دون السن القانونية، إلى مركز شرطة الاحتلال ليلاً باستخدام القوة واستجوابهم دون حضور والديهم.

وقالت منظمة «بتسليم»، نقلاً عن طفل يبلغ من العمر 13 عاماً، «إن 4 من أفراد الشرطة اقتحموا منزل عائلته من دون وجود والديه، وأحدهم أمسك به من رقبته وضرب رأسه في الأريكة، ثم ضرب رأسه بشيء صلب يعتقد أنه قنبلة غاز»، مشيراً إلى أن الخوف تملّكه حينها، ثم قام الجندي بإخراجه من المنزل وسط بكاء إخوته الصغار، وتم اقتياده للتحقيق في مركز قريب، ثم تم لاحقاً استدعاء والده للمكان واستجوابه وإطلاق سراحه بعد عدة ساعات.

ونشرت الصحيفة روايات متعددة لأطفال تم اعتقالهم بالطريقة نفسها، وبدون وجود أي من والديهم، أو لمجرد الاشتباه فيهم، وبعضهم فقط لمجرد الاعتقاد بأنهم أشخاص ظهروا في فيديوهات من البلدة يشتكون من حملات الشرطة وثبت أنهم ليسوا هم.

في الأثناء، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، في بيان، أول من أمس: «إن إدارة سجون الاحتلال أبلغت الأسرى في سجن «عوفر» قرارها نقل نحو 60 أسيراً قاصراً إلى سجن «الدامون»، الأحد، رافضة مرافقة ممثليهم من الأسرى البالغين».

وأكدت الهيئة أن الأسرى في مختلف سجون الاحتلال رفضوا هذا الإجراء، «لما في ذلك من خطورة على مصير الأسرى القاصرين، خاصة أن السجانين ينفردون بهم في غياب الممثل».

وتحتجز قوات الاحتلال نحو 200 أسير قاصر في سجونها، ويقوم عدد من الأسرى البالغين بتوجيههم وإدارة نظام حياتهم، ومتابعة أوضاعهم وتمثيلهم أمام إدارة السجون.

في سياق آخر، أعلن عبد الناصر فروانة، مدير دائرة الإحصاء في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ارتفاع قائمة «عمداء الأسرى» في سجون الاحتلال الذين أمضوا أكثر من 20 عاماً إلى 50 أسيراً، بعد أن انضم إليها قسراً الأسير الفلسطيني نبيل مسالمة، بعدما أكمل عامه الـ20 على التوالي في الأسر.

Email