ضرب الاقتصاد يشكّل رادعاً غير مكلف للولايات المتحدة

استطلاع «البيان»: العقوبات سلاح واشنطن ضد إيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

رجح المشاركون في الاستطلاعات الثلاثة التي أجرتها «البيان» على موقعها الإلكتروني وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي أن عدم الرد الأمريكي على إيران لا يعتبر نهاية للتوتر السائد في علاقة البلدين، لافتين إلى أن واشنطن ستعود من جديد إلى سلاح العقوبات ضد طهران، واتفق عدد من الخبراء والمحللين السياسيين مع ما ذهبت إليه نتائج الاستطلاعات.


أبعاد سياسية


وأكَّد أستاذ العلوم السياسية في القاهرة، د.طارق فهمي، أن عدم رد أمريكا على استهداف قواعدها العسكرية الموجودة في العراق يرتبط بعدد من الأبعاد الرئيسية؛ أولها أن الولايات المتحدة ستعود إلى تفعيل منظومة العقوبات على الجانب الإيراني (..) وهو العامل الأقوى والأكثر فاعلية خلال الفترة المقبلة.


وأوضح، في تصريحات لـ«البيان»، أنه بعد اغتيال قاسم سليماني، جاء القصف الإيراني، وبالتالي فنحن في مرحلة الترقب والحظر، ودعوة الرئيس الأمريكي للتهدئة والحوار مع الجانب الإيراني، لا تحمل جديدًا، وهذا ما يعرف باسم باستخدام العقل السياسي.


في الاتجاه ذاته ذهب، مساعد وزير خارجية مصر الأسبق، السفير حسين هريدي،قائلاً: إن الولايات المتحدة الأمريكية لجأت إلى العقوبات في ردها على القصف الإيراني لقواعدها في العراق، إذ قامت بفرض عقوبات جديدة على مسؤولين إيرانيين، من بينهم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، ونائب رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، رضا أشتياني، إضافة إلى رئيس ميليشيا الباسيج التابعة للحرس الثوري الإسلامي، غلام رضا سليماني. وأوضح هريدي، في تصريحات لـ «البيان»، أن الرد الأمريكي هو الاستمرار في استراتيجية الضغط إلى أقصى درجة ممكنة على الاقتصاد الإيراني.


عدم استفزاز


من ناحيته أكد الكاتب الصحافي الأردني كمال زكارنة أن عدم الرد على القصف الإيراني جاء نتيجة عدم وجود خسائر بشرية في الجانب الأمريكي وبالتالي هذا القصف لم يكن مستفزاً ولا مسبباً لأي إحراج شعبي أمريكي للرئيس دونالد ترامب، وهو ما دفعه لاختيار العقوبات كوسيلة ضاغطة أكثر على النظام الإيراني منها من الحرب.


وأضاف: الإدارة الأمريكية تسعى إلى تآكل النظام الإيراني من الداخل الاقتصادي والأمني والاجتماعي وأيضاً السياسي، إضافة إلى إعادة الشعب إلى الشارع وما سيحملونه من إثارة وأيضاً مطالبات بترك المشروع الإيراني والتركيز بتطوير دولتهم وتوفير حقوقهم، ففي خيار فرض العقوبات فيه تجنب للانتقادات العالمية والداخلية والخسائر التي قد تسببها الصدامات المسلحة مع الجانب الإيراني، فالعقوبات تشكل رادعاً غير مكلف بالنسبة للولايات المتحدة.


ومن جهته أشار الخبير الاستراتيجي د. ايمن أبو رمان إلى أن الولايات المتحدة قادرة على شن حرب ولكنها تأخذ بعين الاعتبار الرأي الأمريكي العام ورفضه لهذا الأمر، إضافة إلى أن المنطقة لا تحتمل حرباً طويلة ومفتوحة تلحق الضرر بجميع الأطراف المشاركة بها. هذه الضربة كانت بالنسبة للولايات المتحدة متوقعة وبالتالي لم يكن هنالك خسائر بكافة الأشكال.

Email