تحليل إخباري

هل ضمن ترامب لنفسه رئاسة أخرى؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا داعي لأن تكون لماحاً لتعرف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيستغل موضوع استهداف الجنرال الإيراني قاسم سليماني من أجل تحقيق مكاسب انتخابية في عام انتخابي يبدو أنه سيكون مثيراً، عام انتخابي سيسعى فيه الحزبان لنزع الشرعية عن الطرف الآخر وقدرته على قيادة البلاد.

دونالد ترامب، خلال خطابه السياسي بعد الغارات الإيرانية على القواعد الأمريكية، بدون حتى إصابة واحدة، كان واضحاً أنه يخاطب الداخل الأمريكي. محاطاً بأهم أركان إدارته من وزراء إلى جانب نائب الرئيس وجميع القيادات العسكرية، أراد ترامب أن يوجه رسالة للناخب الأمريكي أنني قائد قوي، مستعد لاتخاذ قرارات مهمة في الأوقات المصيرية لحماية أمن ومصالح أمريكا والأمريكيين.

بطبيعة الحال لم يفوت ترامب خلال الخطاب أن ينتقد ويهاجم الإدارة الديمقراطية السابقة وضعفها في التعامل مع الشأن الإيراني، متهماً إياها بأنها أسهمت من خلال التوقيع على الاتفاق النووي في المشاركة بالهجوم على القواعد الأمريكية من خلال الأموال التي حصلت عليها إيران بعد الاتفاق النووي عام 2015 التي استغلتها لتطوير ترسانتها الباليستية.

قرار حزبي

وربما ينقاد الديمقراطيون إلى مربع ترامب من خلال ما حصل يوم الخميس من تبنيهم لقرار حزبي، بمعنى أن التصويت بقي منقسماً وضمن حدود الكتلة الحزبية الواحدة، يحدد قدرات الرئيس من الذهاب إلى الحرب دون موافقة الكونغرس، وهذا أمر يعلم ترامب جيداً آليات استغلاله وإظهار منافسيه على أنّهم حمائم، مع أن ترامب شخصياً يعي جيداً أنه لو ذهب لمواجهة مفتوحة وحرب مع إيران، ستكلفه دورة رئاسية جديدة.

وحسب السجلات التاريخية، فإن آخر مرة وافق فيها الكونغرس على خوض حرب كانت في عام 1942 عندما وافق الكونغرس على شن حرب على بلغاريا والمجر ورومانيا.

وعليه كل الحروب التي حصلت بعد ذلك تمت دون موافقة الكونغرس، وهذا الأمر سيكون ورقة يمكن للرجل اللعب فيها ضد خصومه الديمقراطيين، وإظهارهم بمظهر اللين الذي لا يمكنه اتخاذ قرارات حاسمة وقت الحاجة، وهو موقف ينسجم مع موقف تيم مورتو، مدير الاتصالات في حملة ترامب الانتخابية، عندما سئل عن رده على العمل العسكري الذي قام به الرئيس ترامب: «يريد الأمريكيون أن يروا رئيسهم يتصرف بشكل حاسم ويدافع عن مصالح الأمة وهذا بالضبط ما فعله الرئيس ترامب، الأنظمة التي تدعمهم (أي الإيرانيين) قد انتهت، يخاطر الديمقراطيون والكثير من وسائل الإعلام بالظهور كمدافعين عن إيران وإلقاء اللوم على أمريكا في الرد على الأعمال والمخططات الإرهابية».

كل هذه التطورات لا تعني بالتأكيد أن الرئيس ترامب ضمن لنفسه لولاية رئاسية ثانية، فالانتخابات الرئاسية الأمريكية أكثر تعقيداً من أي انتخابات بسبب آليات التصويت والاعتماد على المجمع الانتخابي أكثر منها على التصويت الشعبي الذي خسره ترامب في عام 2016، ومن المتوقع أن يخسره أيضاً هذا العام.

وتبقى فرص فوز الرئيس ترامب في فترة رئاسية ثانية يعتمد تماماً على مرشح الحزب الديمقراطي، ومن سيمثلهم في الانتخابات خلال العام الجاري، وعليه الهجوم المركز على نائب الرئيس السابق جو بايدن، والتركيز على ضعف إدارته السابقة خلال عهد أوباما، يأتي في إطار السعي من جانب ترامب لنزع الثقة بالرجل وقدرته على قيادة البلاد.

وأخيراً يبقى موضوع المحاكمة النيابية وتبعات هذا الموضوع عاملاً مهماً، على الرغم من ارتياح الرجل وثقته في مجلس الشيوخ ذي الأغلبية الجمهورية.

أمن أمريكا

ويضيف جو ليبرمان السيناتور والمرشح لمنصب نائب الرئيس الديمقراطي في افتتاحية له على صفحات وول ستريت جورنال، إذا قرر عدد كافٍ من الناخبين أنه لا يمكن الوثوق بالديمقراطيين للحفاظ على أمن أمريكا، فلن يواجه ترامب مشكلة كبيرة في الفوز بولاية ثانية في نوفمبر المقبل.

Email