صوت عراقي موحّد ضد التدخّلات الخارجية

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد العراق، أمس، توافقاً نادراً بين ساحات الاحتجاج والمرجعية والحكومة، للمطالبة بتحييد العراق عن الصراعات والتوترات التي تشهدها المنطقة بين أمريكا وإيران.

ووجّه العراق شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد إيران، معتبراً قصف الأراضي العراقية «أمراً مرفوضاً ينتهك مبادئ حُسن الجوار». وجاء في الشكوى الموقعة من مندوب العراق في مجلس الأمن محمد بحر العلوم:

«قصف الأراضي العراقية من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية بحجة الدفاع عن النفس وتحت المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة أمر مرفوض ويمثل خرقاً لسيادة العراق وانتهاكاً لمبادئ حسن الجوار ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي».وأكدت وزارة الخارجية العراقية أن العراق لن يسمح بأن يكون ساحة حرب، جاء ذلك خلال اتصال هاتفي الخارجية العراقية ونظيرتها الفلندية.

وأكد رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن العراق رفض ويرفض كافة العمليات التي تنتهك سيادته، بما في ذلك العملية الأخيرة التي استهدفت عين الأسد وأربيل، وأن العراق يبذل جهوداً حثيثة ويتصل بكافة الأطراف لمنع تحوله إلى ساحة حرب.

كما طلب عبدالمهدي من وزير الخارجية الأمريكي إرسال مندوبين إلى العراق لوضع آليات تطبيق قرار مجلس النواب بالانسحاب الآمن للقوات من العراق، إلا أن وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت أن الولايات المتحدة لا تنوي مناقشة «انسحاب القوات».

وقالت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية مورغان أورتيغوس في بيان: «في هذه المرحلة، أي وفد يتوجّه إلى العراق سيكون مكلّفاً مناقشة أفضل وسيلة لإعادة تأكيد شراكتنا الاستراتيجية، وليس مناقشة انسحاب القوات».

وكانت الخارجية العراقية، استدعت، أول من أمس، القائم بالأعمال الإيراني في بغداد وإبلاغ رفض الحكومة العراقية للاعتداءات الأخيرة التي تضمنت قصف معسكرات داخل العراق.

واستأنف آلاف العراقيين تظاهراتهم في أنحاء العراق، منددين بإيران والولايات المتحدة اللتين شنتا ضربات مؤخراً على الأراضي العراقية.

وفيما يتعلق بإلغاء الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة، ذكر رئيس البرلمان محمد الحلبوسي أن هذا من اختصاص الحكومة وهى المخولة بالاتفاقية، ويمكن للحكومة العراقية إخطار الجانب الأمريكي بإلغائها ويتم وضع جدول زمني لها.

في الأثناء، ندد المرجع العراقي علي السيستاني بالهجمات التي تبادلتها الولايات المتحدة وإيران على أرض العراق، وحذر من تدهور الأمن في البلد والمنطقة.

Email