«تناغم» مبادرة فنية لطي صفحة الحرب السورية

جانب من جهود «تناغم» / البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصوات تناغمت حتى غدت كأنها لشخص واحد، تمكنت من لفت انتباه كل من حضر من الجمهور، وعلى غير العادة بالانسحابات من داخل القاعة.

إلا أن هذه الأغاني ثبتت كل من حضر في مقعده دون مغادرة أحد حتى نهايتها، دون أن يشكوا للحظة أن من يقف أمامهم هم عبارة عن شباب حديثي التجربة بالغناء، ولم يمض عليهم أكثر من أربعة أشهر فقط.

الأصوات العذبة لشابات وشباب هجرتهم الحرب على مدار سنوات طويلة، ووضعتهم في منطقة صحنايا القريبة من دمشق، نجحت بالفعل بإخفاء كل جراحها وندباتها النفسية.

وأخرجت طاقاتها لتقدم أغاني قديمة وأخرى تعود لبرامج الأطفال الشهيرة التي عُرضت في فترة الثمانينات والتسعينيات.

الموسيقى تقرب الناس

وتشرف على هذه المجموعة المكونة من ثمانين شخصاً فرقة غاردينيا، وهي أول جوقة نسائية أكاديمية في سوريا. تأسست عام 2016، وهي تؤمن بأنه يمكن للموسيقى أن تقرّب الناس من بعضهم.

وأن تلعب دوراً في السلم الأهلي الذي ينشده المجتمع السوري، وتحاول غاردينيا تطبيق (تجربة الموسيقى) كأداة للدمج، لأن فكرة الكورال تحمل في جوهرها، ضرورة السير في نسق صوتي واحدة، دون أن (يطغى صوت على آخر).

وتشرح الموسيقية غادة حرب، مديرة فرقة غاردينيا، بأن هذا هو مبدأ موسيقي لكنها تراه مبدأ مجتمعياً أيضاً، إذ «لا يجب أن يعلو صوتي على صوتك.

وبالتالي علينا تقبل أصوات بعضنا. أقول لهم على الدوام: لكل شخص أذنان، واحدة له والأخرى لغيره، ولو عممنا هذا المبدأ على حياتنا لكنّا بحال أفضل».

وأثمرت تدريبات الفريق التي استمرت لأربعة أشهر عن حفلين، أقيم الأول في صحنايا والثاني في جرمانا، وحولهما تقول حرب: «هما نتيجة تعبنا وعملنا خلال أربعة أشهر من التدريبات الإيقاعية وجلسات الدعم النفسي«.

وعن تركيبة الفريق تشرح سفانا بقلة المسؤولة الإعلامية في كورال»تناغم«وإحدى المدّربات، بأنه مكون من عشر مدربات.

بالإضافة إلى خمس مدربات مساعدات و80 مشاركاً، الفكرة من هذا المشروع التقارب بين فئات وشرائح المجتمع الموجودة في هذه المنطقة من وافدين ومقيمين ومن الأطياف الاجتماعية المختلفة عبر الموسيقى، بحيث نتعرف - وبشكل غير مباشر - على بعضنا أكثر.

Email