تفاؤل في فاتحة الجولة الرابعة المرعية أمريكياً

مقترحات جديدة تقلّص خلافات سد النهضة

سد النهضة في إثيوبيا شارف على الانتهاء | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخلت المفاوضات الثلاثية المرعية أمريكياً بشأن سد النهضة مراحلها الأخيرة وانطلقت بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا الجولة الرابعة والأخيرة وسط تفاؤل كبير بإنهاء الملف المختلف عليه بين مصر والسودان وأثيوبيا،وفيما تعهدت أثيوبيا بأن تتبنى قواعد لملء السد لا تلحق أية أضرار بمصالح دول المصب، قلصت، مقترحات موضوعة على طاولة التفاوض مساحة الخلاف بين الدول الثلاث.

وأكد وزير الموارد المائية والري المصري، محمد عبد العاطي، تمسك بلاده بالمكونات الفنية الأساسية للاتفاقية النهائية الخاصة بسد النهضة الإثيوبي، والتي كان قد تم الاتفاق عليها خلال اجتماعات ثلاثة سابقة بشأن السد، عقدت في أديس أبابا والقاهرة والخرطوم.

وكانت تلك الاتفاقات تضمنت مرحلة ملء سد النهضة التي تُمكّن إثيوبيا من توليد الطاقة الكهرومائية وتحقيق التنمية، وبحث تدابير تخفيف الجفاف لمواجهة حالات الجفاف أو الجفاف الممتد، التي قد تتزامن مع فترة ملء ذلك السد، وذلك بالإضافة إلى القواعد التشغيلية العادلة والمتوازنة، التي تمكن أديس أبابا من توليد الطاقة الكهرومائية بشكل مستدام مع الحفاظ على تشغيل السد العالي في مصر.

نهج التعبير

وجاءت تصريحات الوزير المصري خلال كلمة له،بالعاصمة الإثيوبية، أثناء حضوره اجتماعات سد النهضة لدول مصر والسودان وإثيوبيا، بحضور ممثلي الولايات المتحدة، ووفد مجموعة البنك الدولي.

وقال عبد العاطي: «اختلافاتنا في نهج التعبير عن هذه العناصر وفي بعض القيم العددية المرتبطة ببعض التعريفات، مثل حدود الجفاف، وبعض الاختلافات فيما يتعلق بالتصرفات الخارجة من سد النهضة في الظروف الهيدرولوجية».

وأوضح أن الأطراف الثلاثة تستطيع سد الفجوة بينها في هذه القضايا، مردفاً «أن مشاركة مصرهي لتبادل بعض الأفكار والمفاهيم التي تسهم في التوصل إلى اتفاق شامل وتعاوني ذي منفعة متبادلة فيما يخص ملء وتشغيل سد النهضة وفقاً لاتفاق إعلان المبادئ لعام 2015».

وأكد على أن أي اتفاق يجب أن يحمي دول المصب من الأضرار الجسيمة التي يمكن أن يسببها سد النهضة، متابعاً:

«نأمل أن يتكامل سد النهضة بوصفه منشأ مائياً جديداً في نظام النيل الشرقي بعملية إدارة مشتركة مع السد العالي في أسوان، للحفاظ على مرونة المنظومة المائية لمواجهة الظروف القاسية التي قد تنشأ عن ملء وتشغيل سد النهضة».

ونوه الوزير المصري إلى ضرورة الاتفاق أيضا على تدابير تخفيف الجفاف، بناءً على التنسيق والتعاون بين سد النهضة والسد العالي، وهو ما يعد، بحسب عبد العاطي، ضرورياً بالنظر إلى حقيقة أن مصر تعاني بالفعل من نقص كبير في المياه يصل إلى 21 مليار متر مكعب في السنة.

فرصة تاريخية

من ناحيته وفي ذات الاجتماع قال وزير المياه والري الإثيوبي، سليشي بقلي، إن بلاده ملتزمة بتبني قواعد لملء وتشغيل سد النهضة، لا تلحق أي أضرار بمصالح دولتي المصب (مصر والسودان).

ودعا الوزير الإثيوبي إلى ضرورة الاستفادة من هذه الفرصة التاريخية للاجتماعات الفنية والتي تعد الأخيرة.

وقال: «إثيوبيا ليست لديها أي نوايا للإضرار بمصالح مصر والسودان وإنما تسعى إلى التنمية من خلال بناء سد النهضة لتوليد الطاقة المستدامة وتلتزم بشدة باتفاق إعلان المبادئ، مشدداً على ضرورة التركيز على الحلول الفنية للقضايا الفنية العالقة».

أما وزير الري السوداني ياسر عباس فقال إن بلاده جاءت بقلب مفتوح لهذا الاجتماع للتوصل إلى اتفاق حول القضايا العالقة. وأضاف إن هذه الجولة شملت 4 اجتماعات في المنطقة و3 في واشنطن خلال فترة وجيزة وضعت ضغطاً كبيراً عليهم.

وتابع: «على الرغم من التقدم فإن السودان يأمل في أن تكون هذه الاجتماعات بنّاءة في التوصل إلى اتفاق في هذا الاجتماع والاجتماع المقبل». وتأتي اجتماعات أديس أبابا، التي تستمر يومين، في ضوء ما تم التوصل إليه خلال اجتماع وزراء خارجية الدول الـ3 في واشنطن.

واستضافت العاصمة السودانية، الخرطوم، اجتماعات وزراء ري مصر والسودان وإثيوبيا في يوم 21 من ديسمبر الماضي بشأن قواعد ملء وتشغيل السد الذي يعد مصدر الخلاف.

استمرار مشاورات

أعلن البيان الختامي لاجتماع الخرطوم الاتفاق على استمرار المشاورات والمناقشات الفنية حول المسائل الخلافية كافة خلال الاجتماع الرابع المقرر عقده في العاصمة الإثيوبية، لتقريب وجهات النظر بين الدول الـ3 للوصول إلى توافق حول هذه القضية الخلافية.

وسبق جولة الخرطوم اجتماع بالقاهرة في 2 و3 ديسمبر، وآخر تقييمي للمحادثات الماضية في واشنطن، وذلك في إطار سلسلة الاجتماعات الـ4 المقرر عقدها على مستوى وزراء الموارد المائية والوفود الفنية من الدول الـ3 وبمشاركة ممثلي الولايات المتحدة والبنك الدولي كمراقبين.

Email