تونس ترد أردوغان خـائبـاً

سيدة تلوح بالبندقية خلال تظاهرة داعمة للجيش الليبي في بنغازي | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعدما أعلنت قوات الجيش الوطني الليبي، رسمياً، السيطرة بشكل كامل على مدينة سرت الواقعة وسط البلاد، والتي تبعد 450 كم عن العاصمة طرابلس، أظهر فيديو سيطرة الجيش على مدرعات تركية من نوع «لميس» في نفس المدينة، وهي مدرعات أرسلتها تركيا إلى ميليشيات طرابلس.. في وقت تلقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضربة موجعة من تونس التي أعلنت رفضها الكامل طلبه باستخدام أراضيها للهجوم على ليبيا.. بالتزامن مع رد الجزائر رئيس حكومة طرابلس فايز السراج خالي الوفاض.

وأظهر مقطع فيديو صوت لأحد عناصر الجيش الوطني الليبي، على ما يبدو يؤكد أن «المدرعة تركية تابعة لأردوغان وأنها جديدة وسيتم استعمالها». وكان الناطق باسم الجيش، أحمد المسماري، أوضح في مؤتمر صحافي ببنغازي (شرق)، أن «عملية سرت كانت خاطفة وتمت في غضون ثلاث ساعات، وفقاً لخطة عسكرية محكمة بإمرة خليفة حفتر».

رفض

في الأثناء قالت المستشارة الإعلامية لرئيس الجمهورية التونسية، رشيدة النيفر بحسب «سكاي نيوز عربية»، إن الرئيس التركي طلب من الرئيس قيس سعيد أن «تكون تونس متعاونة معه في ما يخص نقل عتاد والسماح للقوات التركية بالعبور عبر تونس». وقالت النيفر إن أردوغان طلب استخدام الأراضي التونسي والمجالين الجوي والبحري لأجل التدخل العسكري في البلد المجاور.

دخان

وأضافت النيفر أن الرئيس التونسي رفض طلب أردوغان، مشيرة إلى أن الكلام عن رائحة الدخان في قاعة الندوة الصحفية لم يكن «مجانياً». وتابعت «بل كان يعكس انزعاج أردوغان من نتائج المحادثات التي انتهت برفض استعمال الأراضي أو الأجواء أو المجال البحري التونسي لأي تدخل عسكري تركي في ليبيا».

وكان الرئيس التركي قد عبر عن انزعاجه من رائحة دخان السجائر في قاعة المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره التونسي، وهو ما حدا بالرئيس قيس سعيد إلى التعليق بالقول إنها رائحة طعام الغداء التونسي المتنوع الذي يجري إعداده في القاعة المجاورة للضيف التركي ومرافقيه.

إلى ذلك قال خبير أمني واستراتيجي جزائري إن رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج ووزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو عادا من بلاده بـ«خفي حنين»، بعد صدمتهما من موقفها الرافض للتدخل العسكري الأجنبي في ليبيا.

وأكد الدكتور أحمد ميزاب الخبير الأمني والاستراتيجي أن الجزائر بعثت رسالتين قويتين الأولى للسراج، وهي أن السلاح لغة مرفوضة بالنسبة لها، أما الثانية فحملها أوغلو وبها رد قاس رافض للتدخل الأجنبي العسكري في طرابلس.

وأشار ميزاب إلى أن السراج عاد من الجزائر بصدمة قوية بعد مطالبته في وقت سابق بإعادة تفعيل الاتفاقيات الأمنية معها على غرار ما فعله مع نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وبحسب الخبير الأمني الذي نقل عنه موقع بوابة العين الإخبارية فإن الدور الجزائري في الأزمة الليبية يمكن قراءته من خلال مقاربة سياسية ثلاثية الأبعاد، تبدأ بالبحث عن عناصر التهدئة ثم تثبيتها وأخيراً التوجه نحو الحوار بين الليبيين لتجنب أي انزلاقات خطرة.

بالتزامن أعلن رئيس أركان القوات البحرية الليبية فرج المهدوي، بدء تقدم قوات الجيش الليبي نحو مدينة مصراتة التي تسيطر عليها أقوى الميليشيات المسلّحة التابعة للوفاق وأكثرها عدداً.

تطويق للمدينة

وبحسب موقع العربية. نت ان خريطة جديدة لانتشار الجيش الليبي بعد سيطرته على مدينة سرت وتوّسعه ميدانيا على حساب قوات الوفاق، أظهرت تطويقا كاملا لمدينة مصراتة من كل الاتجاهات، بعد بسط قواته نفوذها على كل المداخل والمخارج المحيطة بالمدينة، وإحكام قبضته على جميع المواقع الاستراتيجية التي كانت تستخدمها قوات مصراتة إمّا لمهاجمة الجيش أو لتلقيّ الدعم العسكري التركي، ويتعلق الأمر خاصة بقاعدة القرضابية الجويّة بمدينة سرت.

Email