تقارير «البيان»

سرت تبدد أطماع تركيا في «الهلال النفطي»

الناطق باسم الجيش الليبي | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر تحرير سرت، في عملية خاطفة لم تتجاوز ثلاث ساعات، انتصاراً مهماً للجيش الوطني الليبي من الناحية الاستراتيجية والتكتيكية، ومن حيث رفع معنويات العسكريين وعموم الشعب الليبي، فالمدينة التي تتوسط الساحل الليبي (تقع على بعد 560 كلم إلى الغرب من بنغازي و450 كلم إلى الشرق من طرابلس) تمثل أهمية بالغة في الذاكرة الشعبية، لكونها شهدت في 29 أبريل 1914 أكبر معركة في تاريخ المقاومة الليبية ضد الاحتلال الإيطالي، وهي معركة القرضابية التي شاركت فيها كل القبائل الليبية دون استثناء، وحققت فيها انتصاراً تاريخياً يستعيد الشعب اليوم ذكراه وهو يستعد لمعركة الدفاع عن سيادة وطنه أمام الهجمة التركية، كما أن سرت كانت خلال النظام السابق بمنزلة العاصمة غير المعلنة.

إحباط مخطط

إلى جانب الرمزية التاريخية والاجتماعية، فإن تحرير سرت أحبط مخططاً تركياً لاستعمالها في السيطرة على وسط البلاد، والانطلاق منها إلى الهلال النفطي الذي تعتبر بوابته الغربية، خصوصاً أنها تضم مطاراً دولياً وقاعدة جوية كبرى، وهي قاعدة القرضابية، وميناء بحرياً، وعدداً من المعسكرات الضخمة.

وفي هذا السياق، أكد الناطق باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، اللواء أحمد المسماري، أن تحرير سرت قطع الطريق أمام المشروع التركي ومن ورائه ميليشيات حكومة فائز السراج للهجوم على منطقة الحقول والموانئ النفطية.

أهمية استراتيجية

نظراً إلى المساحة الشاسعة لليبيا، تمثل سرت البوابة الشرقية لمدينة مصراتة (تبعد عنها مسافة 240 كلم)، إذ لا تفصلها عنها إلا بعض البوابات والقرى (خاصة تاورغاء والكراريم)، عبر أرض مفتوحة يغلب عليها الطابع الصحراوي، ما يهيئها للرصد الدائم، وهو ما جعل السلطات المحلية في مصراتة تعلن حالة الطوارئ في مدينتها، وتعطيل المؤسسات التعليمية، كما دعت بعض فصائلها المقاتلة في طرابلس إلى العودة بسرعة إلى المدينة لتحصينها، وخصصت وسائل إعلامها مساحات واسعة للتعبئة ودعوة الشباب إلى الالتحاق بمراكز التدريب خشية تقدم الجيش نحوها.

Email