قصة خبرية

الحاجة أم حسين مجنّدة لخدمة المتظاهرين

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحراك في العراق ليست هتافات وإلقاء خطب ومواجهة اعتداءات السلطة والميليشيات فقط، على الرغم من كونها عناصر أساسية، إلا أنها تحتاج إلى دعم من الجميع، ومن كل حسب مقدرته، أو ما يستطيع تقديمه، وهذه مسألة تحتاج إلى تفكير في نوعية الخدمة التي تمثل جهداً متميزاً.

وسيلة لدعم المرابطين

ولاحظت الحاجّة أم حسين، أن العديد من ذويها، وأبناء المحلّة يعودون إلى البيوت بعد نهار شاق أو ليلة مرهقة، وقد اتسخت ملابسهم، أو تلطخت ببقع من الدم، أو بمادة مشروب «بيبسي كولا»، التي يغسلون بها وجوههم وعيونهم، من الغازات التي تطلق عليهم، وتساءلت مع عدد من صاحباتها «من الذي يقوم بغسل وتنظيف ملابس الشباب القادمين للاعتصام من محافظات ومدن العراق الأخرى، وكذلك المرابطين من بغداد؟».

إعلان الاعتصام

وتضيف أم حسين، أنها وصديقاتها قررن شراء غسالات ملابس كبيرة ونصبها في ساحة التحرير، والتناوب لتشغيلها، على شكل وجبات، فيما قررت هي إعلان الاعتصام، ولما كانت عملية شراء الغسالات تتطلب دعماً مالياً، لأن معظم العوائل ذات دخل محدود، فقد تم الاتفاق على أن تقوم كل عائلتين أو ثلاث بالمشاركة في شراء غسالة، وتم بالفعل اقتناء عدد منها، أما هي فانفردت بشراء غسالة الملابس بالتقسيط، ووضعتها في خدمة الساحة، ثم تعددت المبادرات لنصب المزيد منها، وتشكيل منظومة من المشتغلات فيها.

إعجاب بالعمل الجماعي

وتعرب الحاجّة أم حسين، عن إعجابها بالمتظاهرين والمتظاهرات، وأسلوب عملهم الجماعي والتطوعي، وتضرب مثالاً على ذلك، أن العديد من المثقفات والمسعفات والمهندسات، يأتين للمساعدة في مبادرة تطوعية منهن، فيما يتطوع شبان من مختلف المحافظات في نشر الغسيل، وترتيبه بعد أن يجف.

وعند سؤالها: هل لديك ابن أو قريب في ساحة التحرير؟، تجيب «كل الشباب والشابات هنا أبنائي، والعراقيون كلهم ذوو قربى، وساحة التحرير تمثل كل العراق».

Email