التحالف الدولي يفترق في 3 مسارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد تحركات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، ارتباكاً في العراق إثر التوترات الناجمة عن مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، والتهديدات المتبادلة بين أمريكا وإيران، حيث يتجه التحالف إلى الانسحاب إلى القواعد الخلفية، في الكويت والأردن، وإخلاء الساحة العراقية، إما بشكل دائم أو مؤقت، إلا أن ما برز خلال الساعات الأخيرة هو غياب التنسيق بين الأطراف الرئيسية للتحالف، وهو ما أفرز ثلاث رؤى متوازية، تتقاسمها الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا.

فبينما نفت الولايات المتحدة دقة رسالة تحدثت عن الانسحاب من العراق، صرح وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر أن بلاده تقوم بعملية «إعادة تموضع» ولكنها لا تنسحب.

وأضاف «لم يتخذ أي قرار بمغادرة العراق»، فيما أعلن الجيش الألماني سحب جزء من جنوده، ونقلهم إلى الأردن والكويت، بينما أكدت فرنسا أنها ليس لديها خطط لخفض عدد القوات في العراق في الوقت الحالي وأنها تعزز الأمن حول أماكن انتشارها بدون إجراء إعادة تموضع.

وخارج هذه الرؤى الثلاث، اتخذ حلف شمال الأطلسي (ناتو) خطوة على غرار ألمانيا، وتحدث الأمين العام للحلف عن تعليق مهمة تدريب القوات العراقية من قبل التحالف الدولي، وهي خطوة وصفها رئيس الحكومة العراقي المستقيل عادل عبد المهدي، بأن هذا التعليق «وقتي» وأن المهمة ستستأنف «عندما يسمح الوضع»، وهو ما يؤكد صورة الارتباك الحاصل منذ مقتل سليماني في ضربة أمريكية، الأمر الذي يضع مصير هذا التشكيل العسكري الذي يضم 80 دولة، على المحك.

وربطت وزيرة الدفاع الألمانية، أنيجريت كرامب كارينباور، بقاء القوات الألمانية في العراق، بقرار الحكومة العراقية، بما يعني أن برلين ستحترم ما تقرره بغداد، وذلك على عكس الولايات المتحدة التي هددت بأنها ستفرض عقوبات على العراق في حال طلبت انسحاب القوات الأمريكية. وألقت الوزيرة الألمانية باللوم على طهران في تصعيد التوتر في المنطقة.

وذكرت وكالة الأنباء الألمانية، أنه من المقرر نقل المقر الرئيسي الخاص بـ«عملية العزم الصلب» جزئياً إلى الكويت.

التهدئة والتهديدات

وتستمر جهود التهدئة الإقليمية والدولية في ظل تصاعد دعوات الانتقام من جانب إيران.

وكشف وزير الشؤون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي عن أن «الأمريكيين يحاولون باستمرار العمل على الحد من التوتر، خلال اتصالاتهم الدائمة بنا».

ونقلت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية عن بن علوي قوله، في منتدى طهران للحوار الإقليمي المنعقد بمكتب الدراسات السياسية بوزارة الخارجية الإيرانية: «نحن الآن في كارثة كبيرة أثرت على الجميع»، مشيداً بـ«حكمة القيادة الإيرانية وبراعتها».

في المقابل، أعلنت طهران أنها تدرس 13 «سيناريو انتقامياً»، مهددة بـ«كابوس تاريخي» للأمريكيين. وأصدرت واشنطن، تحذيراً إلى السفن في الممرات المائية في الشرق الأوسط من احتمال فعل إيراني.

Email