قصة خبرية..

صامد وإسراء.. قصة صمود في وجه الحوثي من أجل الحب

ت + ت - الحجم الطبيعي

صامد وإسراء خطيبان فرقتهما زنازين ميليشيا الحوثي لأربعة أعوام، ليبقى الشاب «صامد» أسيراً للسجان وخطيبته «إسراء» أسيرة للشوق والانتظار، فيما يقاوم حبهما من أجل البقاء وكسر القيود والحرية.

صامد العامري، شاب اعتقلته ميليشيا الحوثي في العام 2015م من منزله في منطقة الحوبان شرق مدينة تعز، حيث كان يقوم بدوره الإنساني بتوزيع المساعدات على الفقراء والمساكين و النازحين الذين شردتهم الحرب التي تسببت بها هذه الميليشيا الإيرانية.

صمود

إسراء وهيب، خطيبة المعتقل صامد، طالبة في كلية الطب جامعة العلوم والتكنولوجيا وبالرغم من سنين الانتظار وفقدان التواصل الكامل مع «صامد»، ظلت صامدة في انتظاره تبذل كل الجهود من أجل إخراجه من زنزانته أو تحظى بزيارة أو اتصال ولكن دون جدوى. استمرت إسراء بحبها لصامد رغم سنين الغياب وانقطاع التواصل والأخبار، وظلت توجه له رسائل يومية عبر صفحتها على الفيس بوك طيلة الأربع سنوات، حتى جاء يوم تخرجها كانت تتمنى أن يكون معها هذا اليوم، إلا انه كان حاضراً بـ «صورة» في خلفية هاتفها وحينما انتشرت هذه الصور اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت قصتهما اهتمام العالم.

كتبت إسراء لخطيبها يومها وهي تعيش فرحة التخرج ويعتريها ألم حسرة الفراق ونار الشوق معاً قالت فيها: «صامد العامري، أعلم جيداً كم كان يعني لك حضور هذا اليوم الذي ترقبته وانتظرته طويلاً، كان الأمر يعنيني كذلك إلى الحد الذي لا يوصف، لكنها حكمة الله الذي نسأله أن يؤتينا إياها».

وأضافت وبنبرة تتحدى فيها اليأس «حبيبي الغالي رغم أن الفرحة كانت ناقصة بغيابك يا صامد لكنك حضرت في لمعة عيني المشتاقة».

نموذج

أصبحت «إسراء» نموذجاً للمرأة الصلبة الصامدة التي استطاعت بحبها كسر القيود وتسليط الضوء على معاناة المدنيين المعتقلين في سجون الحوثي، وحصدت القضية تفاعلاً واسعاً .

قبل أيام تمت صفقة تبادل أفضت إلى المبادلة بـ 75 مدنياً من سجون ميليشيا الحوثي مقابل 60 مقاتلاً حوثيين كانوا في سجون الجيش بتعز، من بينهم «صامد» الذي كانت خطيبته إسراء «سبباً في إنهاء معاناته والكثير من المعتقلين بعد أن أوصلت رسائل حبهما وقضيتهما إلى العالم ودفعت بعجلة التفاوض إلى الأمام.

يستعد حالياً الخطيبان لزواجهما وتتويج حبهما بفرحة تنهي كل أشكال المعاناة والعذاب التي تعرضا لها خلال أربع سنوات كان عنوانها الحب.. رغم الحرب.

Email