تحرّكات دولية لنزع الفتيل

العراقيون يتظاهرون ضد تحويل بلادهم ساحة صراع إيراني أمريكي | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستشعر عواصم العالم ومسؤولوها الخطر المحدق بالاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وربما ما هو أوسع منها، في ظل حرارة التصعيد الملتهبة بين الولايات المتحدة وإيران إثر اغتيال الأولى للجنرال الإيراني قاسم سليماني وعدد من مرافقيه العراقيين. تحرّكات واتصالات عديدة أجريت، عربياً ودولياً، خلال الساعات الماضية، منذ مقتل سليماني، في سبيل نزع فتيل التوتّر الخطير في المنطقة. فالمملكة العربية السعودية سعت سريعاً لتبريد الأجواء، حيث أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للرئيس العراقي برهم صالح أهمية «نزع فتيل الأزمة» في المنطقة. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الملك سلمان أجرى اتصالاً هاتفياً مساء السبت بالرئيس العراقي وبحث معه «مستجدات الأحداث في المنطقة»، مؤكداً «حرص المملكة على أمن واستقرار العراق الشقيق، وأهمية التهدئة ونزع فتيل الأزمة في المنطقة، واتخاذ كافة الإجراءات لخفض التوتر فيها».

كما أجرى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اتصالاً هاتفياً أمس برئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي لبحث الوضع في المنطقة. وأوردت وكالة الأنباء السعودية أن الجانبين استعرضا تطورات الأحداث في المنطقة، حيث أكد الأمير محمد بن سلمان حرص المملكة على أمن واستقرار العراق، وضرورة بذل الجهود للتهدئة وخفض التوتر في المنطقة.

لغة الحوار

وأكدت سلطنة عمان أنها تتابع باهتمام بالغ «التطورات الأخيرة المؤسفة لحالة التوتر والتصعيد بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية». ودعت، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء العمانية عبر حسابها على موقع تويتر: «الطرفين إلى تغليب لغة الحوار والبحث عن الوسائل الدبلوماسية لحل القضايا الخلافية بشكل ينهي الصراع في المنطقة».

كما دعت السلطنة «المجتمع الدولي لاغتنام ما عبر عنه الطرفان بعدم رغبتهما في التصعيد، وذلك بتكثيف الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة».

كانت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) ذكرت أن وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي أجرى محادثات أول من أمس مع ظريف. وأضافت أن بن علوي عزّى الوزير الإيراني في سليماني، وتباحث معه حول التطورات الجارية في المنطقة.

قلق واهتمام

وأوضح الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د. عبد اللطيف بن راشد الزياني إن دول المجلس تابعت بقلق واهتمام بالغين الأحداث والتطورات الخطيرة في العراق الشقيق. ودعا الأطراف المعنية إلى التهدئة وعدم التصعيد وتغليب الحلول السياسية للأزمات لتجنيب المنطقة المتوترة أصلا، وشعوبها أي تداعيات سلبية على أمنها واستقرارها.

وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أمس، إن المنطقة العربية أحوج ما تكون الآن إلي التهدئة وليس التصعيد، وإخماد الصراعات وليس إشعالها واستدامتها. وأكد مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة، أن الأمين العام يستشعر قلقا متزايداً إزاء التطورات المتلاحقة في العراق منذ الثالث من يناير الجاري. وأضاف أن الأمين العام يعتبر أن أحداث الأيام الأخيرة تكشف مجددا حجم التدخلات الأجنبية في الشأن العربي وكلفتها الباهظة.

العاهل الأردني

وأكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني للرئيس العراقي أهمية «بذل كل الجهود اللازمة لتجاوز التوتر» و«تجنيب المنطقة والعالم أي تهديد». وذكر بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني أن الملك عبدالله أجرى الأحد اتصالاً هاتفياً بالرئيس العراقي أكد خلاله «حرص الأردن الدائم على الحفاظ على أمن العراق واستقراره، وضرورة بذل كل الجهود اللازمة لتجاوز التوتر».

كما أكد الملك ضرورة «حماية العراق وشعبه بكل مكوناته، وتجنيب المنطقة والعالم أي تهديد للسلم والاستقرار».

الاتحاد الأوروبي

في الأثناء، دعا مسؤول الشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بروكسل، على ما أفاد بيان صدر أمس، عن الاتحاد الأوروبي وحض مرة جديدة على «خفض التصعيد» في الشرق الأوسط، في أعقاب مقتل سليماني.

اتصالات ثلاثية

أجرت الصين محادثات مع روسيا وفرنسا، شريكتيها في مجلس الأمن، بشأن التوتر بين واشنطن وطهران. وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي هاتفياً لنظيره الروسي سيرغي لافروف، إن «الصين تعارض أية إساءة لاستخدام القوة في العلاقات الدولية. المغامرة العسكرية غير مقبولة». وأضاف إن بكين وموسكو «يجب عليهما لعب دور مسؤول في الاستجابة للوضع الحالي في الشرق الأوسط»، بحسب البيان الصادر عن الخارجية الصينية.

ضبط النفس

دعا البابا فرنسيس أمس إلى الحوار وضبط النفس. وخلال قداس الأحد بالفاتيكان، تحدث البابا عن أجواء فظيعة من التوتر يمكن الإحساس بها في العديد من أنحاء العالم. وقال: «الحرب لا تجلب سوى الموت والدمار». ميلانو - رويترز

Email