تقارير « البيان »

انشقاق مؤقت في ساحة التحرير

ت + ت - الحجم الطبيعي

أحبط معتصمو ساحة التحرير في بغداد، ومعهم كل ساحات التظاهر والاعتصام في محافظات جنوب ووسط العراق، محاولة مجموعة من التيار الصدري حرف توجهات الانتفاضة، من خلال الإعلان عن «ترشيح ساحة التحرير» شخصيتين لرئاسة الحكومة المقبلة، فيما أكد المعتصمون أن الترشيحات لرئاسة الحكومة المقبلة لا علاقة لها بالأشخاص، وإنما بالمواصفات التي تنطبق عليهم، وهي معروفة لدى الجميع، ومن أبرزها ألا يكون المرشح من قبل أي كتلة أو حزب أو تيار، شارك في حكومات ما بعد 2003، بلا استثناء، وإذا كانت مشاركة أشخاص من أي جهة في التظاهرات، فتكون هذه المشاركة شخصية وليس بموجب الانتماء السياسي، ولا يمكن استثناء جهة دون أخرى.

90 % مستقلون

يقول المتابع للشأن العراقي، ساهر عبد الله، إن أكثر من 90% من المتظاهرين والمعتصمين مستقلون، ولكن لا ينكر أن هناك وجوداً ملحوظاً لعناصر من التيار الصدري والحزب الشيوعي، وأحزاب أخرى.

وبعد ملابسات رفض المتظاهرين في النجف استقبال مقتدى الصدر، قرر عدم مشاركة تياره، وأن تكون المشاركة فقط في حماية المتظاهرين، بنشر ذوي القبعات الزرق، الذين نصبوا خمس خيام في الساحة، من بين أكثر من 500 خيمة للمعتصمين من أبناء بغداد والمدن الأخرى، للمبيت فيها.

ويضيف ساهر عبد الله أن ذوي القبعات الزرق تخلوا عن واجب الحماية، وأخذوا يروجون لمرشحين معينين لرئاسة الحكومة، ما أثار استياء الآخرين، الذين اعتبروا هذا الفعل «ركوباً للموجة»، وفرض أنفسهم كـ«قادة»، متهمين التيار الصدري طرفاً رئيسياً في اختيار عادل عبدالمهدي، والمشاركة في حكومته وكل الحكومات السابقة، وأن أي ترشيح من قبله مرفوض، ويتم التعامل معه كتحالف هادي العامري، شريك الصدر في تولية عادل عبدالمهدي.

من جانبه، يؤكد القيادي في ساحة التحرير محمد الوائلي أنه «بعد ساعات قليلة من خلاف معتصمي ساحة التحرير مع أصحاب القبعات الزرقاء، الذين أعلنوا عن ترشيح شخصيتين لرئاسة الوزراء، سارع صالح محمد العراقي المقرب من مقتدى الصدر الى نفي الترشيح، حيث أعلن العراقي عبر تدوينة له بموقع فيسبوك براءة التيار من المرشحين لرئاسة الوزراء عبدالغني الأسدي ورحيم العكيلي، اللذين تم إحراق صورهما في ساحة تظاهرات الناصرية، ذات التأثير الكبير في مجمل التظاهرات العراقية».

وقال العراقي في تعليق بإحدى صفحات فيسبوك، التي تساءلت عن علاقة التيار الصدري بمرشحين من قبل مجموعة في ساحة التحرير، هما عبدالغني الأسدي ورحيم العكيلي «لن نرشح أحداً.. ولن نصوت لأحد». وأضاف: «إذا لم يتم تدارك الأمور فالعراق إلى الأسوأ».

براءة من مرشحين

من جانبه أكد النائب المستقيل عن الحزب الشيوعي رائد فهمي، أن الحزب لم يقدم أي مرشحين لرئاسة الحكومة ولا يدعم مرشحاً محدداً.

كما أكد زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي أن ائتلافه لم يرشح أحداً لمنصب رئيس الوزراء، مبيناً أن المتظاهرين السلميين هم المعنيون بذلك.

وقال علاوي في تغريدة على تويتر إن «موقفنا واضح من موضوع المرشح لرئاسة الوزراء، لم نرشح أحداً ولسنا -في الوطنية أو المنبر- معنيين بتصريحات الطامحين للمنصب أو المشتركين في سباق الوصول إليه؛ لأنها تمثل وجهة نظرهم الخاصة».

وأضاف: «المتظاهرون السلميون والنقابات المهنية والقوى السياسية المعتدلة هي المعنية بترشيح رئيس الوزراء».

Email